أبي سلامة عن أبي قلابة عن عطية انه سمع ربيعة الجرشي يقول أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له لتنم عينك ولتسمع أذنك وليعقل قلبك قال فنامت عيناي وسمعت أذناي وعقل قلبي قال فقيل لي سيد بنى دارا فصنع مأدبة وأرسل داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضي عنه السيد ومن لم يجب الداعي ولم يدخل الدار ولم يطعم من المأدبة وسخط عليه السيد قال فالله السيد ومحمد الداعي والدار الإسلام والمأدبة الجنة
[ 12 ] أخبرنا الحسن بن علي ثنا أبو أسامة عن جعفر بن ميمون التميمي عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي عثمان النهدي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء ومعه بن مسعود فأقعده وخط عليه خطا ثم قال لا تبرحن فإنه سينتهي إليك رجال فلا تكلمهم فإنهم لن يكلموك فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أراد ثم جعلوا ينتهون إلى الخط لا يجاوزونه ثم يصدرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من آخر الليل جاء إلي فتوسد فخذي وكان إذا نام نفخ في النوم نفخا فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوسد فخذي راقد إذ أتاني رجال كأنهم الجمال عليهم ثياب بيض الله أعلم ما بهم من الجمال حتى قعد طائفة منهم عند رأسه وطائفة منهم عند رجليه فقالوا بينهم ما رأينا عبدا أوتي مثل ما أوتي هذا النبي صلى الله عليه وسلم عيناه لتنامان وان قلبه ليقظان اضربوا له مثلا سيد بنى قصرا ثم جعل مأدبة فدعى الناس إلى طعامه وشرابه ثم ارتفعوا واستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك فقال أتدري من هؤلاء قلت الله ورسوله أعلم قال هم الملائكة قال وهل تدري ما المثل الذي ضربوه قلت الله ورسوله أعلم قال الرحمن بنى الجنة فدعا إليها عباده فمن أجابه دخل جنته ومن لم يجب عاقبه وعذبه
باب كيف كان أول شأن النبي صلى الله عليه وسلم
[ 13 ] أخبرنا نعيم بن حماد ثنا بقية عن بحير عن خالد بن معدان ثنا عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن عتبة بن عبد السلمي انه حدثهم وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رجل كيف كان أول شانك يا رسول الله قال كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا فقلت يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا فانطلق أخي ومكثت عند البهم فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما