عليه وسلم كان يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر حن الجذع حتى أتاه فمسحه
[ 32 ] أخبرنا محمد بن حميد ثنا تميم بن عبد المؤمن ثنا صالح بن حيان حدثني بن بريدة عن أبيه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب قام فأطال القيام فكان يشق عليه قيامه فأتي بجذع نخلة فحفر له وأقيم إلى جنبه قائما للنبي صلى الله عليه وسلم فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب فطال القيام عليه استند إليه فاتكأ عليه فبصر به رجل كان ورد المدينة فرآه قائما إلى جنب ذلك الجذع فقال لمن يليه من الناس لو أعلم أن محمدا يحمدني في شيء يرفق به لصنعت له مجلسا يقوم عليه فإن شاء جلس ما شاء وإن شاء قام فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ايئتوني به فأتوه به فأمر أن يصنع له هذه المراقي الثلاث أو الأربع هي الآن في منبر المدينة فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك راحة فلما فارق النبي صلى الله عليه وسلم الجذع وعمد إلى هذه التي صنعت له جزع الجذع فحن كما تحن الناقة حين فارقه النبي صلى الله عليه وسلم فزعم بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع حنين الجذع رجع إليه فوضع يده عليه وقال اختر أن أغرسك في المكان الذي كنت فيه فتكون كما كنت وإن شئت أن أغرسك في الجنة فتشرب من أنهارها وعيونها فيحسن نبتك وتثمر فيأكل أولياء الله من ثمرتك ونخلك فعلت فزعم أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول له نعم قد فعلت مرتين فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال اختار ان أغرسه في الجنة
[ 33 ] أخبرنا محمد بن كثير عن سليمان بن كثير عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم إلى جذع قبل ان يجعل المنبر فلما جعل المنبر حن ذلك الجذع حتى سمعنا حنينة فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليه فسكن
[ 34 ] حدثنا محمد بن كثير ثنا سليمان بن كثير عن يحيى بن سعيد عن حفص بن عبيد الله عن جابر بن عبد الله قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى خشبة فلما صنع المنبر فجلس عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حنت حنين العشار حتى وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليها فسكنت