الله عنه: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا تريحني من ذي الخلصة). وكان بيتا في خثعم، يسمى الكعبة اليمانية، فانطلقت في خسمين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا أثبت على الخيل، فضرب صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري وقال: (اللهم ثبته، واجعله هاديا مهديا). فانطلق إليها فكسرها وحرقها، ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول جرير: والذي بعثك بالحق، ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب، قال: فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات.
(4099) - حدثنا يوسف بن موسى: أخبرنا أبو أسامة، عن إسماعيل بن
أبي خالد، عن قيس، عن جرير قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا ترحني من ذي الخلصة). فقلت: بلى، فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا أثبت على الخيل، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فضرب يده على صدري حتى رأيت أثر يده في صدري، وقال: (اللهم ثبته، واجعله هاديا مهديا). قال: فما وقعت عن فرس بعد. قال: وكان ذو الخلصة بيتا باليمن لخثعم وبجيلة، فيه نصب تعبد، يقال له الكعبة، قال: فأتاها فحرقها بالنار وكسرها.
قال: ولما قدم جرير اليمن، وكان بها رجل يستقسم بالأزلام، فقيل له: إن رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ها هنا، فإن قدر عليك ضرب عنقك، قال: فبينما هو يضرب بها إذ وقف عليه جرير، فقال: لتكسرنها ولتشهدن: أن لا إله إلا الله، أو لأضربن عنقك؟ قال: فكسرها وشهد، ثم بعث جرير رجلا من أحمس يكني أبا أرطاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره بذلك، فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، ما جئت حتى تركتها كأنها جمل أجرب، قال: فبرك النبي صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات.
[2857]
60 - باب: غزوة ذات السلاسل.
وهي غزوة لخم وجذام، قاله إسماعيل بن أبي خالد.
وقال ابن إسحاق، عن يزيد، عن عروة: هي بلاد بلي، وعذرة وبني القين.
4100 - حدثنا إسحاق: أخبرنا خالد بن عبد الله، عن خالد الحذاء، عن أبي عثمان:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: (عائشة). قلت: من الرجال؟ قال: (أبوها). قلت: ثم من؟ قال: (عمر). فعد رجالا، فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم.
[3462]
61 - باب: ذهاب جرير إلى اليمن.