وجَلَّ ورسولُهُ صلّى الله عليه وسلّم ؟! وكَيْفَ يَكُونُ حَالُكُم لَوْ سُلِبَ الإيمانُ بِسَبَبِ الْمَعاصِي وَالذُّنُوبِ ؟! فَقَدْ قالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ. الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ. يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ. كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ. نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ. الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ. إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ. فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ﴾ [الهمزة: ١٠٤/١-٩].
قالَ حَاتِمٌ: سَمِعْتُ شَقِيقَ الْبَلْخِيَّ يَقولُ: وَافَقَنِي النَّاسُ فِي أَرْبَعَةِ أَشْياءَ قَوْلاً وخَالَفُونِي فِيْهَا فِعْلاً قالُوا: إِنَّا عَبِيْدٌ لِرَبٍّ وَاحِدٍ وهُمْ يَعْمَلُونَ عَمَلَ الأَحْرَارِ وقالُوا: إِنَّ اللهَ لأَرْزَاقِنَا كَفِيْلٌ ولا تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ إِلاَّ بِالشَّيْءِ وقالُوا: إِنَّ الآخِرَةَ خَيْرٌ مِنَ الأُولَى وهُمْ يَجْمَعُونَ الْمالَ لِلدُّنْيا وقالُوا: لا بُدَّ مِنَ المَوتِ وهُمْ يَعْمَلُونَ أَعْمَالَ قَومٍ لا يَمُوتُونَ([1]).
الدعوى الأولى: أنا عبد الله
كُلُّ مُسلِمٍ يُقِرُّ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ ولا رَبَّ لَهُ سِوَاهُ ولَو فَتَّشْنَا عَنْ حَقِيْقةِ الْعُبُودِيَّةِ لَنَصِلُ مِنْ خِلالِها إِلَى حقِيْقةِ