لَمْ يَخْدُمْ مَنْ يَسْتَحِقُّ الخِدْمَةَ ومَن لَمْ يَعْبُدْ مَنْ يَسْتَحِقُّ العِبادَةَ عُوْقِبَ بِخِدْمَةِ مَنْ لا يَسْتَحِقُّ الخِدْمَةَ وعِبادَةِ مَنْ لا يَسْتَحِقُّ العِبادَةَ ولَكِنْ هُنَاكَ كَلِمَةٌ أُوَجِّهُهَا إِلَى مَنْ هَذَا حَالُهُ وأَقُولُ لَهُ: أَيْ أَخِي ! أَمَا نَأْكُلُ رِزْقَ اللهِ أَمَا نَسْكُنُ بِلادَهُ أَمَا نَسْتَظِلُّ بِسَمَائِهِ أَفَيَحْسُنُ أَنْ نَأكُلَ رِزْقَهُ ونَسْكُنَ أَرْضَهُ ونَسْتَظِلَّ بِسَمائِهِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ نُخَالِفُ أَمْرَهُ ؟ لا ، وَاللهِ ! بَلْ يَجِبُ عَلَيْنا أَنْ نَكُونَ فِي قِمَّةِ الاِمْتِثالِ لِمَا أَمَرَ وأَنْ نَكُونَ عَبِيْدًا حَقًّا للهِ بِكُلِّ مَا تَتَضَمَّنُهُ كَلِمَةُ الْعُبُودِيَّةِ وبِكُلِّ مَا تَحْتَمِلُهُ مِنْ أَبْعادٍ. فَالعَبْدُ الحَقُّ مَنْ آثَرَ اللهَ عَلَى هَوَاهُ وأَدَّى الفَرَائِضَ الَّتِي أَوْجَبَهَا عَلَيْهِ؛ لأَنَّهُ فِيْهَا عَبْدُ اِضْطِرَارٍ لا عَبْدُ اِخْتِيَارٍ، فَالعُبُودِيَّةُ أَوْجَبَتْ عَلَيْهِ طاعَةَ سَيِّدِهِ فِيْما اِفتَرَضَهُ عَلَيْهِ.
الدعوى الثانية: الله تكَفَّل بأرزاقنا
إنَّ اللهَ تعالى تَكَفَّلَ لَنَا بِالرِّزْقِ وكُلُّ وَاحِدٍ يُقِرُّ أَنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ فَإِنْ كَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ فَلِمَاذَا الاِشْتِغَالُ بِالحَرامِ وجَمْعِ الْحُطَامِ ؟ لِمَاذَا العُقُودُ الرِّبَوِيَّةُ وجَمْعُ الْمالِ مِنْ حِلِّهِ وحَرامِهِ ؟ لِمَاذَا السَّرِقَاتُ وَالنَّهْبُ وأَخْذُ الرَّشَاوِي وتَطْفِيْفُ