عنوان الكتاب: عجز الميت

التَّحَكُّمِ بِأَنْفُسِنَا يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيرٍ مُحْضَرًا وما عَمِلَتْ مِنْ سُوْءٍ تَوَدُّ لَو أَنَّ بَيْنَها وبَيْنَهُ أَمَدًا.

الدعوى الرابعة: لا بدّ من الموت

هَذَا الأَمْرُ لا يُنْكِرُهُ أَحَدٌ ولَو كانَ كافِرًا فَكُلُّ واحِدٍ يُقِرُّ أَنَّهُ يَمُوتُ فِي يَومٍ ويُفَارِقُ هَذِهِ الدُّنْيا الَّتِي عَاشَ فِيْهَا مُدَّةً مِنَ الزَّمَنِ عَلَى حَسْبِ مَا شاءَ اللهُ وقَدَّرَ فَما بَالُنَا نَشْتَغِلُ بِالذُّنُوبِ وَالْمَعاصِي بَلْ كَثِيْرٌ مِّنَ النَّاسِ يَتَجَرَّؤُونَ عَلَى الْمَعاصِي ولا يَخْشَوْنَ لَوْمَةَ لائِمٍ حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ يَفْتَخِرُونَ بِالْمَعاصِي مِنَ السَّرِقَةِ وَالظُّلْمِ وَالْكَذِبِ وَالْغِيْبَةِ ومُشاهَدَةِ الأَفْلامِ وَالْمَسْرَحِيَّاتِ ، غافِلِيْنَ عَنِ الْمَصِيْرِ الْمُحَتَّمِ الَّذِي لا بُدَّ أَنَّهُمْ إِلَيْهِ صائِرُونَ ، ولَهُ يَوْمًا مَا مُلاقُونَ كَأَنَّهُمْ أَخَذُوا صَكَّ أَمَانٍ وعَهِدُوا بِالنَّجَاةِ مِنَ النِّيْرانِ ، فَهُمْ فِي رَيْبِهِم يَعْمَهُونَ وفِي مَعاصِيهِمْ يَرْتَعُونَ أَمَا سَمِعُوا أَحْوَالَ الصَّالِحِينَ الَّذِينَ لَبَّوْا بِنِداءِ الدَّاعِي إِلَى الفَلاحِ فَعَمِلُوا بِجِدٍّ فَما وَهَنُوا وأَعَدُّوا الْعُدَّةَ لِمَا هُمْ عَلَيْهِ مُقْبِلِينَ فَكانُوا دَائِمِينَ عَلَى حَذَرٍ ووَجَلٍ خَائِفِينَ مِنْ بَغْتَةِ الأَجَلِ قَدْ تَمَلَّكَ الْخَوْفُ مِنَ الْجَلِيْلِ قُلُوبَهُمْ وأَسَرَّ الحُزْنُ




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24