عنوان الكتاب: عجز الميت

الْكَيْلِ ؟ لِمَاذَا الإِصْرَارُ عَلَى الْحَرامِ ؟ لِمَاذَا كُلُّ هَذا مَا دَامَ اللهُ هُوَ الرَّزَّاقُ ؟ ولَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَوفِيَ رِزْقَها ولَنْ يَأْكُلَ أَحَدٌ رِزْقَ أَحَدٍ ، ومَا سَرَقَ السَّارِقُ إِلاّ رِزْقَهُ فَلْيَحْذَرْ كُلَّ الْحَذَرِ مَنْ يَحْرِصُ عَلَى جَمْعِ الْحُطَامِ وأَكْلِ الْحَرامِ غَيْرَ آبِهٍ بِنَظَرِ اللهِ إِلَيْهِ وَاطِّلاعِهِ عَلَيْهِ ، لِيَحْذَرْ هَذَا الْمُتَمَادِي فِي مَعْصِيَةِ اللهِ أَنْ يَأْخُذَهُ اللهُ بَغْتَةً فَيُصْبِحُ مِنَ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا الدُّنْيا وَالآخِرَةَ وذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ.

الدعوى الثالثة: الآخرة خيرٌ من الأولى

يَدَّعِي كُلُّ مُسلِمٍ أَنَّ الآخِرَةَ خَيْرٌ مِنَ الأُولَى ومَعَ ذَلِكَ يَبْحَثُ عَنِ السَّعادَةِ فِي الدُّنيا ويَطْلُبُ العُلُوَّ وَالرِّفْعَةَ فِي الدُّنيا غَافِلاً عَنِ الآخِرَةِ الَّتِي هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ، فَأَيْنَ الْعَمَلُ الَّذِي يَدُلُّ عَلَى صِدْقِ المَقَالِ ؟ أَمْ أَيْنَ ما يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ صادِقِ الأَحْوالِ ؟ أَمْ أَنَّ التَّحَلِّي بِالْكَلامِ صَارَ عَادَةً وَالْخُلْفُ بِالأَفْعالِ صارَ عِبادَةً ؟ فَيا لِلْمُصِيْبَةِ الْمَاحِقَةِ ! إِنْ كَانَ الأَمْرُ قَدْ وَصَلَ إِلَى هَذَا الْحَدِّ مِنْ حَرْقِ الفَضائِلِ وَانْتِشَارِ الرَّذائِلِ فَلْنُرَاجِعْ أَنْفُسَنا قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ الأَمْرُ عَنْ إِرَادَتِنَا ونُصْبِحُ عَاجِزِينَ عَنِ




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24