عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

بسم اللّٰه الرحمن الرحيم

الحمد لله على ما أنعم, وعلّم من البيان ما لم نعلم, والصلاة على سيّدنا محمّد خيرِ مَن نطق بالصواب, وأفضلِ مَن أوتي الحكمةَ وفصلَ الخطاب, وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار. أمّا بعدُ فلمّا كان علمُ البلاغةِ وتوابعِها مِن أجلِّ العلوم قدرًا وأدقِّها سرًّا؛ إذ به تُعرَف دقائق العربيّة وأسرارها.........

بسم الله الرحمن الرحيم حامدًا لله الحميد مصلّيًا ومسلّمًا على حبيبه المجيد أمّا بعد! فيقول العبد الضعيف المفتقر إلى رحمة ربه المقتدر لما كان كتاب "تلخيص المفتاح" للإمام العلامة جلال الدين محمد بن عبد الرحمن القَزوِيني رحمه الله الغني جامعًا لقواعد فن البلاغة مائلاً عن الإطناب المملّ والإيجاز المخلّ عوانًا بين ذلك أردت أن أضع عليه شرحًا موجزًا كاشفًا عن مقاصده مأخوذًا من شروحه المعتمدة والله المستعان وعليه التكلان. قال المصـ مفتتحًا كتابه بحمد الله تعالى بعد التيمّن بالتسمية (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على ما أنعم) أي: على إنعامه (وعلّم) عطف على ½أنعم¼ من عطف الخاص على العامّ, وهو من أقسام الإطناب وفائدته ههنا التنبيهُ على جلالة نعمة البيان كما في قوله تعالى: ﴿ حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ﴾ [البقرة:٢٣٨] (من البيان) بيان لـ(ما لم نعلم) قدّمه لرعاية السجع, والبيان المنطق الفصيح المُعرِب عمّا في الضمير (والصلاة) نازلة (على سيّدنا) مبيَّن (محمّد) عطف بيان (خيرِ مَن نطق بالصواب) صفة لاسم الرسالة (وأفضلِ مَن أوتي الحكمةَ) عطف على ½خير¼, والحكمة هي علم الشرائع (و) أفضل مَن أوتي (فصلَ الخطاب) وهم الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام, وفصل الخطاب الخطاب الفاصل بين الحقّ والباطل (وعلى آله) أي: أهله (الأطهار) جمع ½طاهر¼ كـ½جاهل¼ و½أجهال¼, وفيه تلميح لآية التطهير (وصحابته) اسم جمع لـ½صاحب¼ والمراد به الصحابي وهو من لقي نبيّنا عليه السلام وآمن به ومات على الإسلام (الأخيار) جمع ½خَيِّر¼ كـ½ميِّت¼ و½أموات¼ لأنّ ½خَيْر¼ لا يثنّى ولا يجمع في الأصل, وفيه إيماء إلى قوله تعالى: ﴿ كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ [آل عمران:١١٠] وإلى قوله عليه السلام: ((خيركم قرني)) (أمّا بعدُ) أي: بعد الحمد والصلاة (فلمّا كان علمُ البلاغةِ) أي: علم المعاني والبيان. (و) علم (توابعِها) أي: علم البديع (مِن أجلِّ العلوم) أي: من طائفةٍ من علومٍ هي أرفع العلوم, وهذا لا ينافي أن يكون من الطائفة ما هو أجلّ منه كعلم التوحيد وعلم الشرائع (قدرًا) أي: مرتبةً, تمييز من نسبة الأجلّ إلى العلوم (و) مِن (أدقِّها سرًّا) أي: نكتةً, تمييز عن نسبة الأدقّ إلى ضمير العلوم (إذ به) أي: لا بغيره من العلوم فتقديم الظرف للحصر الإضافي (تُعرَف دقائق) اللغة (العربيّة) أي: نِكاتُها ولطائفُها (و) تُعرَف (أسرارها)


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229