وتُكشَف عن وجوه الإعجاز في نظم القرآن أستارها, وكان القسم الثالث من "مفتاح العلوم" الذي صنّفه الفاضل العلامة أبو يعقوب يوسف السكاكيّ أعظمَ ما صنّف فيه من الكتب المشهورة نفعًا لكونه أحسنَها ترتيبًا وأتمَّها تحريرًا وأكثرَها للأصول جمعًا, ولكن كان غيرَ مَصُوْنٍ عن الحشو والتطويل والتعقيد قابلاً للاختصار مفتقرًا إلى الإيضاح والتجريد, ألّفتُ مختصرًا يتضمّن ما فيه من القواعد ويشتمل على ما يحتاج إليه من الأمثلة والشواهد, ولم آل جهدًا في تحقيقه وتهذيبه ورتّبته..................................................
عطف تفسير, علّة لكونه من أدقّ العلوم سرًّا (و) به (تُكشَف عن وجوه الإعجاز) أي: عن طرق البلاغة التي يعرف بها إعجاز القرآن حال كون تلك الطرق (في نظم القرآن أستارها) علّة لكونه من أجلّ العلوم قدرًا (وكان) عطف على ½كان¼ الأول (القسم الثالث) حال كونه (من "مفتاح العلوم") وهو كتاب مشتمل على ثلاثة أقسام (الذي صنّفه الفاضل العلامة أبو يعقوب يوسف السكاكيّ) نسبة لقرية "سكّاكة" بالعراق أو اليمن أو لجدّه كان سكّاكًا للذهب أو الفضّة (أعظمَ ما صنّف فيه) أي: في علم البلاغة وتوابعها (من الكتب المشهورة) بيان لـ½مَا¼ (نفعًا) تمييز من ½أعظم¼ (لكونه أحسنَها) أي: لكون القسم الثالث أحسن الكتب المشهورة (ترتيبًا) تمييز من ½أحسن¼ (و) لكونه (أتمَّها تحريرًا) وهو التنقيح بإزالة الزوائد وموجِبات التعقيد والخلل (و) لكونه (أكثرَها للأصول) متعلِّق بقوله (جمعًا) كما في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَأۡخُذۡكُم بِهِمَا رَأۡفَةٞ﴾ [النور:٢] (ولكن) استدراك لدفع توهّم الاستغناء به عن تأليف آخر في معناه (كان) القسم الثالث (غيرَ مَصُوْنٍ) أي: غير محفوظ (عن الحشو) وهو اللفظ الزائد المعيّن المستغنى عنه كـ½قبله¼ في ½وأعلم علم اليوم والأمس قبله¼ (و) عن (التطويل) وهو الزائد الغير المعيّن المستغنى عنه كما في ½وألفَى قولَها كذبًا ومَينًا¼ فإنّ الكذب والمَين بمعنى فأحدهما زائد (و) عن (التعقيد) وهو كون الكلام مغلقًا لخلل في النظم أو في الانتقال (قابلاً) خبر ثان لـ½كان¼ (للاختصار) لكونه مطوّلاً (مفتقرًا) محتاجًا (إلى الإيضاح) لكونه معقّدًا (و) إلى (التجريد) لكونه غيرَ محفوظ من الحشو (ألّفتُ) جواب ½لمّا¼ (مختصرًا يتضمّن) أي: يشتمل ذلك الكتابُ المختصرُ (ما فيه) أي: في القسم الثالث (من القواعد) بيان لـ½مَا¼ (ويشتمل) هذا المختصر (على ما يحتاج إليه من الأمثلة والشواهد) بيان لـ½مَا¼, والمثال ما يذكر لإيضاح قاعدة والشاهد ما يذكر لإثباتها فيشترط في الشاهد كونه صادرًا ممّن يستدلّ بكلامه (ولم آل) أي: لم أمنعك (جهدًا في تحقيقه) أي: في تحقيق مسائل المختصر (و) في (تهذيبه) أي: تنقيحه (ورتّبته) أي: المختصرَ