عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

فالفصاحة في المفرد: خلوصه من تنافرِ الحروف والغرابةِ ومخالَفةِ القياس, فالتنافر نحو: ½غَدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إِلَى الْعُلَى¼, والغرابة نحو: ½وَفَاحِمًا وَمَرْسِنًا مُسَرَّجًا¼ أي: كالسيف السُرَيجيِّ في الدقَّة والاستِواء أو كالسراج في البريق واللمعان, والمخالفة نحو: ½اَلْحَمْدُ للهِ الْعَلِيِّ الْأَجْلَلِ¼, قيل ومن الكراهة في السمع نحو: ½كَرِيْمُ الْجِرِشَّى شَرِيْفُ النَسَبِ¼ وفيه نظر,

½المرتفع¼ بليغ و½المستشزر¼ غير بليغ (فالفصاحة) الكائنة (في المفرد خلوصه) أي: خلوص المفرد (من تنافرِ الحروف و) من (الغرابةِ و) من (مخالَفةِ القياس) أي: قياس التصريف (فالتنافر) أي: فتنافر الحروف وصفٌ في المفرد يوجِب ثقلَه على اللسان مثل ½الْهُعْخُعَ¼ في قول أعرابي سئل عن ناقته: ½تَرَكْتُهَا تَرْعَى الْهُعْخُعَ¼ و(نحو) ½مُسْتَشْزِرَاتٌ¼ في قول امرئ القيس (½غَدَائِرُهُ) جمع ½غديرة¼ وهي شَعْر ينسدل من الرأس إلى الظهر, والضمير لـ½فَرْع¼ في البيت السابق وهو الشَعْر مطلقًا (مُسْتَشْزِرَاتٌ) أي: مرتفعات (إِلَى الْعُلَى¼) أي: إلى جهة السماء, والحاكم في التنافر هو الذوق السليم فكلّ ما يعدّه الذوق ثقيلاً فهو متنافر (والغرابة) كون المفرد غيرَ ظاهر الدلالة على المعنى الموضوع له كقول أبي علقمة: ½ما لكم تكأكأتم عليّ تكأكؤَكم على ذي جِنّة افرنقعوا عنّي¼ فقال بعضهم: دعوه فإنّ شيطانَه يتكلّم بالهندية, و(نحو) ½مُسَرَّجًا¼ في قول العجّاج (½وَ) أبدت شَعرًا (فَاحِمًا) أسودَ كالفحم (وَمَرْسِنًا) أنفًا (مُسَرَّجًا¼ أي:كالسيف السُرَيجيِّ) نسبة لـ½سُرَيج¼ وهو حدّاد (في الدقَّة والاستِواء أو كالسراج في البريق واللمعان) يعني أنّ ½فَعَّلَ¼ للنسبة وحقّ النسبة أن تكون إلى الأصل لكنه لمّا لم يوجد الأصل أعني ½التسريج¼ في كتب اللغة جعل ½مسرّجًا¼ منسوبًا للسراج أو للسريجيّ نسبةً تشبيهيةً (والمخالفة) أي: مخالفة القياس أن يكون المفرد على خلاف القانون الصرفي أي: على خلاف ما ثبت عن الواضع فنحو ½مَاء¼ و½عَوِرَ يَعْوَرُ¼ لا يُعدّ مخالِفًا للقياس لأنه ثبت عن الواضع كذلك (نحو) ½الأجلل¼ بفكّ الإدغام في قول أبي النجم: (½اَلْحَمْدُ للهِ الْعَلِيِّ الْأَجْلَلِ¼) والقياس ½الأجلّ¼ بالإدغام (قيل) فصاحة المفرد خلوصه من الأمور المتقدمة (ومن الكراهة في السمع) وهي كون المفرد بحيث يتبرّأ من سماعه السامعة (نحو) ½الجِرِشَّى¼ أي: النفس في قول أبي الطيّب في مدح سيف الدولة علي بن حمدان: (½كَرِيْمُ الْجِرِشَّى شَرِيْفُ النَسَبِ¼، وفيه نظر) لأنّ الكراهة في السمع إنما هي للـغـرابة كما في ½تـكأكأتـم¼ و½افرنـقـعـوا¼ وقد حصل الاحتـراز عنـها بالخلـوص من


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229