وفي الكلام: خلوصه من ضَعْفِ التأليف وتنافرِ الكلِمات والتعقيدِ مع فصاحتها, فالضَعْف نحو: ½ضَرَبَ غُلاَمُهُ زَيْدًا¼, والتنافر كقوله: ½وَلَيْسَ قُرْبَ قَبْرِ حَرْبٍ قَبْرُ¼ وقوله: كَرِيْمٌ مَتَى أَمْدَحُه أَمْدَحُه وَالْوَرَى * مَعِيَ وَإِذَا مَا لُمْتُهُ لُمْتُهُ وَحْدِيْ, والتعقيد أن لا يكون ظاهرَ الدلالة على المراد لخلل إمّا في النظم كقول الفَرَزْدَق في خالِ هِشام: وَمَا مِثْلُهُ فِي النَاسِ إِلاَّ مُمَلَّكًا * أَبُوْ أُمِّهِ حَيٌّ أَبُوْهُ يُقَارِبُهُ, أي: حيّ يقاربه إلاّ مملّك..................................................
الغرابة فلا حاجة إلى قيد الخلوص منها على حدة (و) الفصاحة الكائنة (في الكلام خلوصه من ضَعْفِ التأليف و) من (تنافرِ الكلِمات و) من (التعقيدِ مع فصاحتها) أي: مع كون كلماته فصيحة, احتراز عن نحو ½قَوَل زيد¼ فإنّه وإن كان خالصًا من الضعف والتنافر والتعقيد إلاّ أنّ كلمته وهي ½قَوَل¼ غير فصيحة للمخالفة (فالضَعْف) أي: ضعف التأليف أن يكون الكلام مؤلَّفًا على خلاف القانون النحويّ المشهور عند الجمهور كالإضمار قبل الذكر (نحو ½ضَرَبَ غُلاَمُهُ زَيْدًا¼) فإن الضمير فيه راجع إلى ½زيدًا¼ وهو متأخّر لفظًا ورتبةً فالجمهور على منعه وإن جوّزه أبو الحسن وابن جني وابن مالك, واعلم أنّ المرجع إنْ تَقدَّم لفظًا نحو ½ضَرَبَ زَيْدًا غُلاَمُهُ¼ و½ضَرَبَ غُلاَمَهُ زَيْدٌ¼ أو معنى كقوله تعالى: ﴿ ٱعۡدِلُواْ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [المائدة:٨] ﴿وَلِأَبَوَيۡهِ لِكُلِّ وَٰحِدٖ مِّنۡهُمَا ٱلسُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُۥ﴾ [النساء:١١] أو حكمًا كقوله تعالى: ﴿ قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص:١] لا يكون من قبيل الإضمار قبل الذكر (والتنافر) أي: تنافر الكلمات أن يكون الكلام ثقيلةً كلماتُه على اللسان لاجتماعها, ومن التنافر ما تكون الكلمات بسببه متناهية في الثقل (كقوله ½وَلَيْسَ قُرْبَ قَبْرِ حَرْبٍ قَبْرُ¼) صدره: وَقَبْرُ حَرْبٍ بِمَكَانٍ قَفْر (و) منه ما دون ذلك كـ(قوله) أي: قول أبي تمّام حبيب بن أوس الطائيّ (كَرِيْمٌ مَتَى أَمْدَحُه أَمْدَحُه وَالْوَرَى * مَعِيَ وَإِذَا مَا لُمْتُهُ لُمْتُهُ وَحْدِيْ) يعني: أنّ موسى بن إبراهيم الرافعي كريم إذا مدحته وافَقَني الناس على مدحه لعموم إحسانه فيهم وإذا لمته لا يوافقني أحد على لومه لعدم وجود مقتضي اللوم فيه عند أحد (والتعقيد أن لا يكون) الكلام (ظاهرَ الدلالة على) المعنى (المراد لخلل) واقع (إمّا في النظم) أي: في اللفظ بسبب تقديم أو تأخير أو غير ذلك ممّا يوجِب صعوبةَ فهم المراد (كقول الفَرَزْدَق في) مدح (خالِ هِشام) بن عبد الملك وهو إبراهيم بن هشام (وَمَا مِثْلُهُ فِي النَاسِ إِلاَّ مُمَلَّكًا * أَبُوْ أُمِّهِ حَيٌّ أَبُوْهُ يُقَارِبُهُ أي:) ليس مثل إبراهيم في الناس (حيّ يقاربه) أي: يشبهه في الفضائل (إلاّ مملّك) أي: رجل أعطي الملك وهو هشامُ بن عبد الملك ابنُ أخت إبراهيم