عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

والاستعارة بالكناية والتجريد, فدخل فيه نحو قولنا: ½زيد أسد¼ وقوله تعالى: ﴿ صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيٞ﴾ [البقرة:١٨], والنظر ههنا في أركانه وهي طرفاه ووجهه وأداته وفي الغرض منه وفي أقسامه, طرفاه إمّا حسّيان كالخدّ والورد والصوت الضعيف والهمس والنَكْهةِ والعنبرِ والريق والخمر والجلد الناعم والحرير, أو عقليّان كالعلم والحياة, أو مختلفان كالمنيّةِ والسبُعِ والعطر وخلق كريم, والمراد بالحسّي المدرَك هو أو مادّتُه بإحدى الحواسّ الخمس الظاهرة,

 على أنّ المراد هو المشبّه نحو ½رأيت أسدًا يتكلّم¼ (و) لا على وجه (الاستعارة بالكناية) وهي إضمار التشبيه في النفس نحو ½أنشبت المنيّة أظفارها¼ (و) لا على وجه (التجريد) وهو أن يبالغ في التشبيه حتّى يصير المشبّه بحيث يكون أصلاً تنفصل عنه أفراد المشبّه به نحو ½لقيت من زيد أسدًا¼ بولغ في تشبيه زيد بأسد حتّى أنه جرّد منه ذات الأسد (فدخل فيه) أي: في التشبيه الاصطلاحيّ ما حذف فيه أداة التشبيه (نحو قولنا ½زيد أسد¼) أي: كالأسد (و) ما حذف فيه الأداة والمشبّه جميعًا نحو (قوله تعالى: ﴿ صُمُّۢ
بُكۡمٌ عُمۡيٞ
) أي: هم كصمّ بكم عمي (والنظر ههنا في أركانه) أي: البحث في هذا الباب عن أركان التشبيه الاصطلاحيّ (وهي) أربعة (طرفاه) وهما المشبّه والمشبّه به (ووجهه) وهو الجامع بين الطرفين (وأداته) وهي الدالّة على التشبيه كالكاف وشبهه (وفي الغرض منه وفي أقسامه) أي: وعن الغرض من التشبيه وعن أقسامه (طرفاه) أي: المشبّه والمشبّه به (إمّا حسّيان) أي: مدرَكان بإحدى الحواسّ الخمس الظاهرة (كالخدّ والورد) في قولك ½خدّه كالورد في الحمرة¼ (و) كـ(الصوت الضعيف و) الصوت (الهمس) في ½الصوت الضعيف كالهمس في الخفاء¼ (و) كـ(النَكْهةِ) وهي ريح الفم (والعنبرِ) في ½نَكْهته كالعنبر في ميل النفس لكلّ¼ (و) كـ(الريق والخمر) في ½ريقه كالخمر في الإسكار¼ (و) كـ(الجلد الناعم والحرير) في ½جلده كالحرير في النعومة¼ (أو عقليّان) بأن لا يدرَك واحد منهما بالحاسّة الظاهرة (كالعلم والحياة) في ½العلم كالحياة في أنّ كلاًّ جهة للإدراك¼ (أو مختلفان) بأن يكون المشبّه عقليًّا (كالمنيّةِ) أي: الموت (والسبُعِ) في ½المنيّة كالسبع في اغتيال النفوس¼ (و) يكون بالعكس كـ(العطر وخلق كريم) في ½العطر كالخلق الكريم في استطابة النفس لكلّ¼, ولمّا ورد أنّ القسمة غير جامعة للأقسام لأنه خرج منها الخياليّان والوهميّان والوجدانيّان فأجاب بقوله (والمراد بالحسّي المدرَك هو) بنفسه (أو) لم يدرَك هو بنفسه ولكن أدركت (مادّتُه) أي: أجزائُه التي تركّب منها (بإحدى الحواسّ الخمس الظاهرة) متعلِّق بـ½المدرَك¼


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229