عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

فدخل فيه الخيالِيُّ كما في قوله: وَكَأَنَّ مُحْمَرَّ الشَقِيْـ * قِ إِذَا تَصَوَّبَ أَوْ تَصَعَّدْ * أَعْلاَمُ يَاقُوْتٍ نُشِرْ * نَ عَلَى رِمَاحٍ مِنْ زَبَرْجَدْ, وبالعقليّ ما عدا ذلك, فدخل فيه الوهميُّ أي: ما هو غير مدرَك بها ولو أُدرِك لكان مدرَكًا بها كما في قوله: وَمَسْنُوْنَةٌ زُرْقٌ كَأَنْيَابِ أَغْوَالِ وما يدرَك بالوجدان كاللذّة والألم, ووجهه ما يشتركان فيه تحقيقيًّا أو تخييليًّا, والمراد بالتخييلي نحو ما في قوله: وَكَأَنَّ النُجُوْمَ بَيْنَ دُجَاهُ * سُنَنٌ لاَحَ بَيْنَهُنَّ ابْتِدَاعُ فإنّ وجه الشبه فيه هو الهيئة الحاصلة من حصول أشياءَ مُشرِقةٍ..................................................

(فدخل فيه) أي: في الحسّي (الخيالِيُّ) وهو ههنا المعدوم الذي فُرِض مجتمعًا من أمور مدرَكة بالحاسّة الظاهرة (كما في قوله) أي: قول الصنوبري الشاعر (وَكَأَنَّ مُحْمَرَّ الشَقِيْـ * قِ) وهو ورد أحمر في وسطه سواد ويقال له شقائق النعمان واحده وجمعه سواء (إِذَا تَصَوَّبَ أَوْ تَصَعَّدْ *) أي: إذا مال إلى أسفل أو أعلى بتحريك الريح له (أَعْلاَمُ يَاقُوْتٍ) خبر ½كأنّ¼ (نُشِرْ * نَ عَلَى رِمَاحٍ مِنْ زَبَرْجَدْ) الجملة صفة للأعلام, فالهيئة المشبّه بها أي: هيئة نشر الأعلام الياقوتيّة على الرماح الزبرجديّة خياليّة معدومة غير مدرَكة بالحاسّة الظاهرة لكنّ مادّتها التي تركّبت منها أي: العلم والياقوت والرمح والزبرجد كلّها مدرَكة بها (و) المراد (بالعقليّ ما عدا ذلك) أي: ما لا يكون هو أو مادّتُه مدرَكًا بالحاسّة (فدخل فيه) أي: في العقليّ (الوهميُّ أي: ما هو غير مدرَك) هو ولا مادّته (بها) أي: بالحاسّة لأنه معدوم هو ومادّته, وبهذا تميّز الوهميّ عن الخيالِيّ (و) لكنّه بحيث (لو) وجد و(أُدرِك لكان مدرَكًا بها) أي: بالحاسّة, وبهذا تميّز الوهميّ عن العقليّ (كما في قوله) أي: قول امرئ القيس (وَمَسْنُوْنَةٌ) أي: سهام حادّة النصال (زُرْقٌ) جمع أزرق (كَأَنْيَابِ أَغْوَالِ) فالمشبّه به وهميّ معدوم ولو وُجِد أُدْرِك بالحاسّة الظاهرة (و) دخل أيضًا في العقليّ (ما يدرَك بالوجدان) أي: بالقوى الباطنيّة (كاللذّة والألم) مثالان لما يدرَك بالوجدان (ووجهه) أي: وجه التشبيه (ما يشتركان) أي: معنًى قُصِد اشتراكُ الطرفين (فيه) سواء كان وجه الشبه (تحقيقيًّا) والمراد بالتحقيقيّ أن يوجد وجه الشبه فيهما على وجه التحقّق كما في زيد والأسد (أو تخييليًّا والمراد بالتخييلي) أن لا يوجد وجه الشبه فيهما أو في أحدهما على وجه التحقّق بل على وجه التخييل (نحو ما في قوله) أي: مثل وجه الشبه الكائن في قول القاضي التنوخي (وَكَأَنَّ النُجُوْمَ) حال كونها لائحة (بَيْنَ دُجَاهُ *) جمع دُجْيَة وهي الظلمة, والضمير لليل (سُنَنٌ) خبر ½كَأَنَّ¼ (لاَحَ) أي: ظهر (بَيْنَهُنَّ) أي: بين تلك السنن (ابْتِدَاعُ) أي: بدعة (فإنّ وجه الشبه فيه) أي: في هذا التشبيه (هو الهيئة الحاصلة من حصول أشياءَ مُشرِقةٍ) أي: مضيئة


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229