(فـ) إذا وجب اشتراك الطرفين في وجه الشبه (علم فساد جعله) أي: جعل وجه الشبه (في قول القائل ½النحو في الكلام كالملح في الطعام¼ كونَ القليل مُصلِحًا و) كونَ (الكثير مُفسِدًا) لعدَم وجود هذا المعنى في النحو (لأنّ النحو لا يحتمل القلّة والكثرة) إذ المراد بالنحو هنا رعاية قواعده فإن وجدت بكمالها صار الكلام صالحًا لفهم المراد وإن لم توجد كان فاسدًا (بخلاف الملح) فإنه يحتملهما, فالوجه هو الصلاح بالإعمال والفساد بالإهمال (وهو) أي: وجه الشبه (إمّا غير خارج عن حقيقتهما) أي: عن حقيقة الطرفين (كما في تشبيه ثوب بـ) ثوب (آخر في نوعهما) نحو ½هذا الثوب مثل ذاك الثوب في كونهما قميصًا¼ (أو جنسهما) نحو ½هذا الملبوس مثل ذاك الملبوس في كونهما ثوبًا¼ (أو فصلهما) نحو ½هذا الثوب مثل ذاك الثوب في كونهما من قطن¼ (أو خارج) عن حقيقتهما, وإذا كان خارجًا فهو (صفة) أي: معنى قائم بالطرفين, وتلك الصفة (إمّا حقيقيّة) أي: هيئة ثابتة في الذات (وهي) أي: الصفة الحقيقيّة (إمّا حسّيةٌ كالكيفيّات الجسميّة) أي: الكيفيّات المختصّة بالجسم (ممّا يدرك بالبصر من الألوان والأشكال والمقادير والحركات وما يتّصل بها) أي: بالمذكورات كالحسن والقبح والضحك والبكاء (أو) ممّا يدرك (بالسمع من الأصوات الضعيفة والقويّة و) الأصوات (التي بين بين) أي: بين الضعيفة والقويّة (أو) ممّا يدرك (بالذَوق من الطُعُوم) كالحلاوة والملوحة والحموضة (أو) ممّا يدرك (بالشمّ من الروائح) الطيّبة والمُنتِنة (أو) ممّا يدرك (باللمس من الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والخشونة والملاسة) وهي تُقابِل الخشونةَ (واللِين والصلابة والخفّة والثقل وما يتّصل بها) أي: بالمذكورات كالبلّة والجفاف واللطافة والكثافة (أو عقليّةٌ) معطوف على ½حسّيةٌ¼ (كالكيفيّات النفسانيّة) أي: الكيفيّات المختصّة بالأجسام ذوات الأنفس