عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

من الذكاء والعلم والغضب والحلم وسائر الغرائز, وإمّا إضافيّة كإزالة الحجاب في تشبيه الحجّة بالشمس, وأيضًا إمّا واحد وإمّا بمنزلة الواحد لكونه مركّبًا من متعدِّد, وكلٌّ منهما حسّي أو عقليّ, وإمّا متعدِّد كذلك أو مختلف, والحسّيُ طرفاه حسّيان لا غير لامتناع أن يدرك بالحسّ من غير الحسّي شيء, والعقليُّ أعمّ لجواز أن يدرك بالعقل من الحسّي شيء, ولذلك يقال: ½التشبيه بالوجه العقليّ أعمّ¼ فإنْ قيل    

(من الذكاء والعلم والغضب والحلم وسائر الغرائز) جمع الغزيرة وهي السجيّة التي عليها الإنسان (وإمّا إضافيّة) معطوف على ½حقيقيّة¼, وهي ما لا تكون ثابتة في الذات بل تكون معنى متعلِّقًا بشيئين بحيث يتوقّف تعقّله على تعقّلهما (كإزالة الحجاب في تشبيه الحجّة بالشمس) فإذا قلت ½هذه الحجّة كالشمس¼ فالوجه بينهما أنّ كلاًّ منهما يزيل الحجاب عن المحجوب إلاّ أنّ الشمس تزيله عن المحسوس والحجّة تزيله عن المعقول, فالإزالة ليست بثابتة في ذات الحجّة والشمس ولا في ذات الحجاب بل هي أمر متعلِّق بالمُزيل والمُزال (و) نعود (أيضًا) إلى تقسيم آخر لوجه الشبه فنقول هو (إمّا واحد) كالحمرة في ½خدُّه كالورد¼ (وإمّا بمنزلة الواحد لكونه مركّبًا من متعدِّد) كالهيئة المنتزَعة من عدة أمور (وكلٌّ منهما) أي: كلٌّ من الواحد وما هو بمنزلة الواحد (حسّي) كالحمرةِ والهيئةِ الحاصلة من حصول أشياء مشرِقة في جوانبِ شيءٍ مُظلِمٍ فيما مرّ (أو عقليّ) كالهدايةِ في ½العلمُ كالنور¼ (وإمّا متعدِّد) بأن كان التشبيه في عدة أمور كلُّ واحد منها منفرد بنفسه أي: بحيث لو حذف البعض واقتصر على البعض لم يختلّ التشبيه نحو ½هذه الفاكهة مثل تلك في الشكل واللون¼, وهذا المتعدِّد أيضًا (كذلك) أي: حسّي أو عقليّ (أو مختلف) بعض الوجه حسّي وبعضه عقليّ (و) وجهُ الشبهِ (الحسّيُ طرفاه حسّيان لا غير) أي: لا يجوز أن يكون طرفاه كلاهما أو أحدهما عقليًّا (لامتناع أن يدرك بالحسّ من غير الحسّي شيء) لأنّ وجه الشبه موجود في الطرفين والموجود في العقليّ إنما يدرك بالعقل دون الحسّ إذ المدرَك بالحسّ لا يكون إلاّ جسمًا أو قائمًا به (و) وجهُ الشبهِ (العقليُّ أعمّ) أي: يجوز أن يكون طرفاه حسّيين أو عقليّين أو مختلفين (لجواز أن يدرك بالعقل من الحسّي شيء) إذ لا يمتنع اتّصافُ المحسوس بالمعقول كاتّصاف الإنسان بالإيمان والعلم ولا إدراكُ العقل من المحسوس شيئًا عقليًّا (ولذلك) أي: ولأجل كون وجه الشبه العقليّ أعمّ (يقال ½التشبيه بالوجه العقليّ أعمّ¼) من التشبيه بالوجه الحسّي بمعنى أنّ كلّ موضع يصحّ فيه التشبيه بالوجه الحسّي يصحّ فيه التشبيه بالوجه العقليّ (فإن قيل) هذا وارد على قوله ½وكلّ منهما حسيّ أو عقليّ¼


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229