هو مشترَك فيه فهو كليّ والحسيّ ليس بكليّ, قلنا: المراد أنّ أفراده مدرَكة بالحسّ, فالواحدُ الحسّيُ كالحمرة والخفاء وطيب الرائحة ولذّة الطَعم ولين الملمس فيما مرّ, والعقليُّ كالعراء عن الفائدة والجرأة والهداية واستطابة النفس في تشبيه وجود الشيء العديم النفع بعدَمه والرجل الشُجاع بالأسد والعلم بالنور والعطر بخُلُق كريم, والمركّبُ الحسّيُ فيما طرفاه مفردان كما في قوله: وَقَدْ لاَحَ فِي الصُبْحِ الثُرَيَّا كَمَا تَرَى * كَعُنْقُوْدِ مُلاَّحِيَّةٍ حِيْنَ نَوَّرَا من الهيئة الحاصلة من تقارُن الصُوَر البِيْض المستديرةِ الصغارِ المقاديرِ في المرأى
(هو) أي: وجه الشبه (مشترَك فيه) لأنّ الطرفين يشتركان فيه (فهو كليّ) لأنه لو كان جزئيًا امتنع الشركة فيه (والحسيّ ليس بكليّ) لأن كلّ حسيّ موجود في الجسم المعيّن خاصّ عند المدرِك ومثل هذا لا يكون إلاّ جزئيًّا فوجه الشبه لا يكون حسّيًا (قلنا المراد) بكون وجه الشبه حسّيًا (أنّ أفراده) أي: جزئيّات وجه الشبه (مدرَكة بالحسّ) فإطلاق الحسّي عليه تسامح نظرًا لكون جزئيّاته حسّية كالحمرة فإنّ جزئيّاتِها الحاصلةَ في الأجسام تدرَك بالبصر, ثمّ شرع في تمثيل أقسام وجه الشبه فقال (فـ) وجهُ الشبهِ (الواحدُ الحسّيُ) من المبصرات (كالحمرة و) من المسموعات كـ(الخفاء) أي: خفاء الصوت (و) من المشمومات كـ(طيب الرائحة و) من المذوقات كـ(لذّة الطَعم و) من الملموسات كـ(لين الملمس فيما مرّ) أي: في تشبيهاتٍ مرّتْ (و) وجهُ الشبهِ الواحدُ (العقليُّ كالعراء) أي: الخلوّ (عن الفائدة والجرأة والهداية واستطابة النفس) أي: استحسانها لشيء, فالعراءُ عن الفائدة وجهُ شبهٍ (في تشبيه وجود الشيء العديم النفع) أي: الذي لا نفع له (بعدَمه) أي: بعدم ذلك الشيء كقولك ½وجود هذا كعدمه¼ (و) الجرأةُ وجهُ شبهٍ في تشبيه (الرجل الشُجاع بالأسد) في ½زيد كالأسد¼ (و) الهدايةُ وجهُ شبهٍ في تشبيه (العلم بالنور) في ½العلم كالنور¼ (و) استطابةُ النفس وجهُ شبهٍ في تشبيه (العطر بخُلُق كريم) في ½العطر كخلق كريم¼ (و) وجهُ الشبهِ (المركّبُ الحسّيُ فيما) أي: في تشبيهٍ (طرفاه مفردان كما في قوله) أي: قول أُحَيحة بن الجُلاح (وَقَدْ لاَحَ) أي: ظهر (فِي الصُبْحِ الثُرَيَّا كَمَا تَرَى * كَعُنْقُوْدِ مُلاَّحِيَّةٍ) وهي عنب أبيض طويل (حِيْنَ نَوَّرَا) أي: حين تفتّح نَوره (من الهيئة) بيان لـ½مَا¼ في قوله ½كما¼ أي: كالهيئة (الحاصلة من تقارُن) أي: من اجتماع (الصُوَر البِيْض) وهي النجومُ المتعدِّدة في الثريّا وأفرادُ العنب في العنقود (المستديرةِ الصغارِ المقاديرِ في المرأى) أي: في مرأى العين حال كون تلك الصور