عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

على الكيفيّة المخصوصة إلى المقدار المخصوص, وفيما طرفاه مركّبان كما في قول بَشّار: كَأَنَّ مُثَارَ النَقْعِ فَوْقَ رُؤُسِنَا * وَأَسْيَافَنَا لَيْلٌ تَهَاوَى كَوَاكِبُهْ من الهيئة الحاصلة من هَوى أجرامٍ مُشرِقةٍ مستطيلةٍ متناسِبةِ المقدار متفرِّقةٍ في جوانبِ شيءٍ مُظلِمٍ, وفيما طرفاه مختلفان كما مرّ في تشبيهِ الشقيق, ومن بديعِ المركّبِ الحسّيِّ ما يجيء في الهيئات التي تقع عليها

(على الكيفيّة المخصوصة) وهي كونها لا مجتمعةً اجتماعَ الانضمام ولا شديدةَ الافتراق, حال كونها منضمّةً (إلى المقدار المخصوص) من الطول والعرض, فالطرفان مفردان وهما الثريّا والعنقود, ووجه الشبه بينهما مركّب حسّي وهو الهيئة الحاصلة من عدة أشياء (و) وجهُ الشبهِ المركّبُ الحسّيُ (فيما) أي: في تشبيهٍ (طرفاه مركّبان كما في قول بَشّار) بن برد (كَأَنَّ مُثَارَ النَقْعِ) اسم مفعول من ½أثار الغبار¼ حرّكه, والنقع الغبار والإضافة من إضافة الصفة للموصوف أي: كأنّ الغبار المحرَّك من أسفل لأعلى بحوافر الخيل (فَوْقَ رُؤُوسِنَا * وَأَسْيَافَنَا) الواو بمعنى ½مع¼ فـ½أسيافنا¼ مفعول معه (لَيْلٌ تَهَاوَى) أي: تَتَساقَطُ, وأصله ½تتهاوى¼ حذفت إحدى التاءين (كَوَاكِبُهْ) أي: كواكبُ الليل (من الهيئة) بيان لـ½مَا¼ في قوله ½كما¼ أي: كالهيئة (الحاصلة من هَوى) أي: سقوطِ (أجرامٍ مُشرِقةٍ) وهي السيوفُ في جانب المشبّه والنجومُ في جانب المشبّه به (مستطيلةٍ) أمّا الطول في السيوف فموجود حقيقةً وأمّا في الكواكب فيوجد تخيّلاً (متناسِبةِ المقدار) تناسُبُ طول النجوم مع طول السيوف مبنيٌّ على التساهل لأنّ الطول في النجوم أكثر منه في السيوف فيما يظهر ولكن يكفي في التشبيه التناسب في الجملة (متفرِّقةٍ) لأنّ لكلّ نجم مكانًا ولكلّ سيف مكانًا على حِدة (في جوانبِ شيءٍ مُظلِمٍ) وهو الغبار في جانب المشبّه والليل في جانب المشبّه به, فوجه الشبه فيه مركّب لأنّ الهيئة المذكورة تعلّقت بعدة أشياء باعتبار الموصوفِينَ والصفات كما ترى, والطرفان مركّبان أيضًا لأنّ المراد تشبيه مجموع هذا الطرف بمجموع ذلك الطرف أو تشبيه هيئة المجموع بهيئة المجموع (و) وجهُ الشبه المركّبُ الحسّيُ (فيما) أي: في تشبيهٍ (طرفاه مختلفان) أحدهما مفرد والآخر مركّب (كما مرّ في تشبيهِ) مُحمرِّ (الشقيق) فوجهُ الشبه المركّبُ الحسّيُ فيه هو الهيئة الحاصلة من نشرِ أجرامٍ حُمْرٍ مبسوطةٍ على رؤسِ أجرامٍ خُضْرٍ مستطيلةٍ, والمشبّه مفرد وهو محمرّ الشقيق والمشبّه به مركّب وهو الهيئة الحاصلة من مجموع الأعلام الياقوتيّة المنشورة على الرماح الزبرجديّة (ومن بديعِ المركّبِ الحسّيِّ) أي: ومن جملة المركّبِ الحسّيِّ البديعِ العجيبِ الشأنِ القليلِ المثلِ (ما) أي: مركّبٌ حسّيٌّ (يجيء) أي: يتحقّق (في الهيئات) أي: يكون وجه الشبه الهيئةَ (التي تقع عليها) أي: توجد معها


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229