عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

مَا أَحْسَنَ الدِيْنَ وَالدُنْيَا إِذَا اجْتَمَعَا * وَأَقْبَحَ الْكُفْرَ وَالْإِفْلاَسَ بِالرَجُلِ, ونحو: ﴿ فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ 5 وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ 6 فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ 7 وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ 8 وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ 9 فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ[الليل:٥-١٠], المراد بـ½استغنى¼ أنه زَهِد فيما عند الله تعالى كأنه مستغنٍ عنه فلم يتّق, أو استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الجنّة فلم يتّق, وزاد السكّاكيّ وإذا شرط هاهنا أمرٌ شرط ثمّة ضدُّه كهاتين الآيتين فإنه لمّا جُعِل التيسير مشتركًا بين الإعطاء والاتّقاء والتصديق جُعِل ضدُّه مشتركًا بين أضدادها, ومنه مراعاة النظير ويسمّى التناسبَ والتوفيقَ أيضًا وهي جمع أمر وما يناسبه لا بالتضادّ.......................................

(مَا أَحْسَنَ الدِيْنَ وَالدُنْيَا إِذَا اجْتَمَعَا * وَأَقْبَحَ الْكُفْرَ وَالْإِفْلاَسَ بِالرَجُلِ) أتى بالحسن والدين والغنى المعبّر عنه بالدنيا وهذه المعاني متوافقة ثمّ أتى بالقبح والكفر والإفلاس المقابِلة لها (و) مقابلة الأربعة بالأربعة (نحو) قوله تعالى: (﴿فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ 5 وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ 6 فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ 7 وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ 8 وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ 9 فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ) فالبخل مقابِل للإعطاء والاستغناء مقابِل للاتّقاء والتكذيب مقابِل للتصديق والتيسير لليسرى مقابِل للتيسير للعسرى, لكن المقابلة بين الاستغناء والاتّقاء فيها خَفاء فبيّنه بقوله (المراد بـ½استغنى¼ أنه زَهِد فيما) أي: رغب عمّا (عند الله تعالى) من الثواب (كأنه مستغنٍ عنه) أي: كأنه لا يحتاج إليه وهذا كفر (فلم يتّق) الكفر, فالاستغناء مستلزم لعدم الاتّقاء وعدمُ الاتّقاء مقابِل للاتّقاء (أو) المراد بـ½استغنى¼ أنه (استغنى بشهوات الدنيا) المحرَّمة (عن نعيم الجنّة فلم يتّق) المحرّمات, فظهر المقابلة بينهما (وزاد السكّاكيّ) في تعريف المقابلة قيدًا آخر لا بدّ له منه عنده فقال (وإذا شرط هاهنا) أي: في المتوافقين المأتيَّ بهما أوّلاً (أمرٌ شرط ثمّة) أي: في ضدّيهما المأتيِّ بهما ثانيًا (ضدُّه) أي: ضدّ ذلك الأمر, والمراد بالشرط هنا الاجتماع في أمر لا الشرط المعروف (كهاتين الآيتين فإنه لمّا جُعِل التيسير مشتركًا بين الإعطاء والاتّقاء والتصديق جُعِل ضدُّه) وهو التعسير (مشتركًا بين أضدادها) وهي البخل والاستغناء والتكذيب, وأمّا إذا لم يشترط أمر ههنا لم يشترط شيء ثمّة كما في قوله تعالى: ﴿ فَلۡيَضۡحَكُواْ قَلِيلٗا وَلۡيَبۡكُواْ كَثِيرٗا ﴾ (ومنه) أي: ومن الضرب المعنويّ (مراعاة النظير ويسمّى) المسمّى بمراعاة النظير (التناسبَ والتوفيقَ) والائتلافَ والتلفيقَ (أيضًا وهي) أي: مراعاة النظير (جمع أمر وما يناسبه) أي: أن يجمع بين أمرين متناسبَين (لا بالتضادّ) قيد لإخراج الطباق فإنه جمع بين أمرين متضادّين, وجمع أمر وما يناسبه لا بالتضادّ قد يكون بالجمع بين أمرين


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229