عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

نحو: ﴿ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ ﴾ [العنكبوت:٤٠], وقوله: إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ شَيْئًا فَدَعْهُ * وَجَاوِزْهُ إِلَى مَا تَسْتَطِيْعُ, ومنه المُشاكَلة وهي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقًا أو تقديرًا فـالأوّل نحو قوله: قَالُوْا اقْتَرِحْ شَيْئًا نُجِدْ لَكَ طَبْخَهُ * فَقُلْتُ اطْبَخُوْا لِيْ جُبَّةً وَقَمِيْصًا, ونحو: ﴿ تَعۡلَمُ مَا فِي نَفۡسِي وَلَآ أَعۡلَمُ مَا فِي نَفۡسِكَۚ[المائدة:١١٦], والثاني نحو: ﴿ صِبۡغَةَ ٱللَّهِ ﴾ [البقرة:١٣٨], وهو مصدر مؤكِّد لـ½آمنا بالله¼ أي: تطهيـرَ الله لأنّ الإيمان يطهّر النفوس, والأصل فيه أنّ النصارى كانوا يغمسون........

والرويّ الحرف الذي بني عليه أواخرُ الأبيات أو الفِقَر (نحو) قوله تعالى: (﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ
وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ
) فقوله: ﴿ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ﴾ يدلّ بعد قوله ﴿ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ﴾ على أنّ العجز من مادّة الظلم؛ إذ لا معنى لقولنا ½وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم ينفعون أو يمنعون¼ أو نحو ذلك (و) نحو (قوله) أي: قول عمرو بن معديكرب (إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ شَيْئًا فَدَعْهُ * وَجَاوِزْهُ إِلَى مَا تَسْتَطِيْعُ) فقوله ½إذا لم تستطع¼ يدلّ على أنّ العجز من مادّة الاستطاعة المثبتة؛ إذ لا يصحّ أن يقال ½إذا لم تستطع شيئًا فدعه وجاوزه إلى ما لا تستطيع أو إلى كلّ ما تشتهي¼ أو نحو ذلك (ومنه) أي: ومن المعنويّ (المُشاكَلة وهي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه) متعلّق بـ½ذكر¼ أي: لأجل وقوع الشيء (في صحبته) أي: في صحبة الغير (تحقيقًا) أي: وقوعًا محقّقًا بأن يذكر الشيء بلفظ الغير عند ذكر الغير (أو تقديرًا) أي: وقوعًا مقدّرًا بأن يذكر الشيء بلفظ الغير عند حضور معنى الغير (فـ) القسم (الأوّل) أي: ما وقع في صحبة الغير تحقيقًا (نحو قوله) أي: قول الشاعر (قَالُوْا اقْتَرِحْ شَيْئًا) أي: اطلب ما شئت من المطبوخ (نُجِدْ) من الإجادة أي: نُحسِّنْ (لَكَ طَبْخَهُ * فَقُلْتُ اطْبَخُوْا) أي: خِيطُوا (لِيْ جُبَّةً وَقَمِيْصًا) فعبّر الخياطة بلفظ الطبخ لوقوعها في صحبة الطبخ (ونحو) قوله تعالى: (﴿تَعۡلَمُ مَا فِي نَفۡسِي
وَلَآ أَعۡلَمُ مَا فِي نَفۡسِكَۚ
) أي: في ذاتك, ذكر الذات بلفظ النفس لوقوعه في صحبة ½نفسي¼ (و) القسم (الثاني) أي: ما وقع في صحبة الغير تقديرًا (نحو) قوله تعالى: (﴿صِبۡغَةَ ٱللَّهِ) نصب بمحذوف وجوبًا دلّ عليه ½آمنا بالله¼ أي: صبّغنا الله بالإيمان صبغة أي: طهَّرَنا تطهيرًا (وهو) أي: قوله ½صبغةَ الله¼ (مصدر مؤكِّد لـ) مضمون (½آمنا بالله¼ أي: تطهيرَ الله لأنّ الإيمان يطهّر النفوس) فذكر التطهير بلفظ الصبغ, أمّا وقوع التطهير في صحبة الصبغ تقديرًا فأشار إليه بقوله (والأصل فيه) أي: في ذكر التطهير بلفظ الصبغ (أنّ النصارى كانوا يغمسون) أي: يدخلون


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229