عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

ومنه الموازَنة وهي تَساوِي الفاصِلتَيْنِ في الوزن دون التقفية نحو: ﴿ وَنَمَارِقُ مَصۡفُوفَةٞ 15 وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ﴾ [الغاشية:١٥-١٦], فـإنْ كان ما في إحدى القرينتين أو أكثره مثلَ ما يقابله من الأخرى في الوزن خُصَّ باسم المُماثَلة نحو: ﴿ وَءَاتَيۡنَٰهُمَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلۡمُسۡتَبِينَ 115 وَهَدَيۡنَٰهُمَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ [الصافات:١١٧-١١٨], وقوله: مَهَا الْوَحْشِ إِلاَّ أَنَّ هَاتَا أَوَانِسُ * قَنَا الْخَطِّ إِلاَّ أَنَّ تِلْكَ ذَوَابِلُ, ومنه القلب كقوله: مَوَدَّتُهُ تَدُوْمُ لِكُلِّ هَوْلٍ * وَهَلْ كُلٌّ مَوَدَّتُهُ تَدُوْمُ, وفي التنـزيل: ﴿ كُلّٞ فِي فَلَكٖ﴾ [الأنبياء:٣٣], ﴿ وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ﴾ [المدثر:٣], ومنه التشريع  

(ومنه) أي: ومن البديع اللفظيّ (الموازَنة وهي تَساوِي الفاصِلتَيْنِ) أي: الكلمتين الأخيرتين من الفقرتين أو من المصراعين (في الوزن دون التقفية نحو) قوله تعالى: (﴿وَنَمَارِقُ مَصۡفُوفَةٞ 15 وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ) فالفاصلتان وهما ½مَصْفُوْفَة¼ و½مَبْثُوْثَة¼ متساويتان في الوزن لا في التقفية؛ إذ لا عبرة بتاء التأنيث (فـ) بعد تساوي الفاصلتين في الوزن فقط (إنْ كان ما في إحدى القرينتين) من الألفاظ (أو) كان (أكثره) أي: أكثر ما في إحدى القرينتين (مثلَ ما يقابله) من الألفاظ (من) القرينة (الأخرى في الوزن) متعلِّق بـ½مثلَ¼ (خُصَّ) هذا النوع من الموازَنة (باسم المُماثَلة نحو) قوله تعالى: (﴿وَءَاتَيۡنَٰهُمَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلۡمُسۡتَبِينَ) هذه قرينة (وَهَدَيۡنَٰهُمَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ) هذه أخرى, فالفاصلتان وهما ½المستبين¼ و½المستقيم¼ متساويتان في الوزن فقط, وأكثر ما في إحدى القرينتين مثلُ ما يقابله من الأخرى في الوزن لتخالف الفعلين فيه (و) نحو (قوله) أي: قول أبي تمّام في مدحِ نسوةٍ (مَهَا الْوَحْشِ) أي: هنّ كمها الوحش في سعة الأعين وسَوادها, والمها جمع مهاة وهي البقرة الوحشية (إِلاَّ أَنَّ هَاتَا) اسم إشارة للمفردة المؤنثة, أي: لكن هؤلاء النساء (أَوَانِسُ *) يأنس بهنّ العاشق (قَنَا الْخَطِّ) خبر ثانٍ لـ½أَنَّ¼, والقنا جمع قناة وهي الرمح, والخطّ موضع باليمامة ينسب إليه الرماح المستقيمة, أي: وهُنّ أيضًا كقنا الخطّ في طول القد والاستقامة, (إِلاَّ أَنَّ تِلْكَ) القنا (ذَوَابِلُ) جمع ذابل من الذبول ضدّ النعومة, فأكثر ما في القرينة الأولى مثلُ ما يقابله في الثانية في الوزن (ومنه) أي: ومن البديع اللفظيّ (القلب) وهو أن يكون الكلام بحيث لو عُكِس وبُدِئَ بحرفه الأخير إلى الأوّل كان الحاصل هو الكلام الأوّل بعينه, ولا يضرّ فيه تبديل حركة أو سكون ولا تخفيف أو تشديد (كقوله) أي: قول القاضي الأرجاني (مَوَدَّتُهُ تَدُوْمُ لِكُلِّ هَوْلٍ * وَهَلْ كُلٌّ مَوَدَّتُهُ تَدُوْمُ) الاستفهام إنكاريّ بمعنى النفي والمقصود وصف خليله من بين الأخلاّء بالوفاء (و) مثاله (في التنـزيل) قوله تعالى: (﴿كُلّٞ فِي فَلَكٖ) وقوله تعالى: (﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ) ومثاله في المفرد ½سلس¼ و½خوخ¼ و½باب¼ (ومنه) أي: ومن البديع اللفظيّ (التشريع) ويسمّى ذا القافيتين والتوشيحَ أيضًا


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229