عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

وهو بناء البيت على قافيتَيْنِ يصحّ المعنى عند الوقوف على كلٍّ منهما كقوله: يَا خَاطِبَ الدُنْيَا الدَنِيَّةِ إِنَّهَا * شَرَكُ الرَدَى وَقَرَارَةُ الْأَكْدَارِ, ومنه لزومُ ما لا يَلْزَمُ وهو أن يَجِيءَ قبلَ حرف الرويّ أو ما في معناه من الفاصلة ما ليس بلازم في السجع نحو: ﴿ فَأَمَّا ٱلۡيَتِيمَ فَلَا تَقۡهَرۡ 9 وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلَا تَنۡهَرۡ﴾ [الضحى:٩-١٠], وقوله: سَأَشْكُرُ عَمْرًا إِنْ تَرَاخَتْ مَنِيَّتِيْ * أَيَادِيَ لَمْ تُمْنَنْ وَإِنْ هِيَ جَلَّتْ * فَتًى غَيْرُ مَحْجُوْبِ الْغِنَى عَنْ صَدِيْقِهِ * وَلاَ مُظْهِرُ الشِّكْوَى إِذَا الـنَـعْلُ زَلَّت * رَأَى خَلَّـتِـيْ مِنْ حَيْثُ يَخْـفَى مَكَانُهَا * فَكَانَتْ قَذَى عَـيْـنَـيْهِ حَتَّى تَجَلَّتْ,  

(وهو بناء البيت على قافيتَيْنِ يصحّ المعنى) والوزنُ (عند الوقوف على كلٍّ منهما) أي: على كلِّ واحدةٍ من القافيتين, والقافية عند الخليل من آخِر حرف من البيت إلى أوّل ساكن يليه مع الحركة التي قبل ذلك الساكن (كقوله) أي: قول الحريري في مقاماته (يَا خَاطِبَ) أي: طالبَ (الدُنْيَا الدَنِيَّةِ) أي: الخسيسةِ (إِنَّهَا * شَرَكُ الرَدَى) أي: شبكة الهلاك (وَقَرَارَةُ الْأَكْدَارِ) أي: مَقَرُّ الكدورات, فقد بنى البيتَ على قافيتين أولاهما من دال ½الرَدَى¼ إلى اللام مع حركة قبلها, والثانية من راء ½الْأَكْدَارِ¼ إلى الألف مع حركة قبلها, فإن وقفتَ على إحداهما لصحّ المعنى والوزن (ومنه) أي: ومن البديع اللفظيّ (لزومُ ما لا يَلْزَمُ) ويسمّى الإلزامَ والتضمينَ والتشديدَ والإعناتَ (وهو أن يَجِيءَ) في بيتين أو فاصلتين فأكثر (قبلَ حرف الرويّ) وهو الحرف الأخير من القافية (أو) قبلَ (ما في معناه) أي: قبل حرفٍ جارٍ مجرَى حرفِ الرويّ (من الفاصلة) بيان لـ½ما¼, أي: من الحرف الذي يختم به الفاصلة, وفاعلُ ½يَجِيءُ¼ قولُه (ما) أي: شيءٌ (ليس بلازم في السجع) بل يتمّ السجع بدونه أيضًا (نحو) قوله تعالى: (﴿فَأَمَّا ٱلۡيَتِيمَ فَلَا تَقۡهَرۡ 9 وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلَا تَنۡهَرۡ) فالراء في ½تقهر¼ و½تنهر¼ بمنزلة الرويّ وقد جِيءَ فيهما قبلها بما ليس لازمًا في السجع وهو الهاء (و) نحو (قوله) أي: قول الشاعر (سَأَشْكُرُ عَمْرًا) وهو عمرو بن عثمان بن عفّان (إِنْ تَرَاخَتْ مَنِيَّتِيْ *) أي: طال عُمري (أَيَادِيَ) أي: نِعَمًا له, وهذا بدل اشتمال من ½عمرًا¼ (لَمْ تُمْنَنْ) أي: لم يمنّ بها عمرو (وَإِنْ هِيَ جَلَّتْ *) أي: عظمت (فَتًى غَيْرُ مَحْجُوْبِ الْغِنَى) أي: هو فتًى لا يحجب الغنى (عَنْ صَدِيْقِهِ * وَلاَ مُظْهِرُ الشِّكْوَى إِذَا النَعْلُ زَلَّت *) زلّة النعل كناية عن نزول الشرّ (رَأَى خَلَّتِيْ) أي: حاجتي (مِنْ حَيْثُ يَخْفَى مَكَانُهَا *) وهذا يدلّ على شدّة اهتمامه بأمر الأصحاب (فَكَانَتْ) خَلّتي كـ(قَذَى عَيْنَيْهِ حَتَّى تَجَلَّتْ) أي: انكشفت بسبب أياديه, فحرف الرويّ هو التاء وقد جاء قبلها بما ليس بلازم في السجع وهو اللام المشدّدة المفتوحة


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229