عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

إِنْ كَانَ يَعْقِلُ * وَيَرْكَبُ حَدَّ  السَيْفِ مِنْ أَنْ تُضِيْمَهُ * إِذَا لَمْ يَكُنْ عَنْ شَفْرَةِ السَيْفِ مَزْحَلُ, وفي معناه أن يُبدَل بالكلمات كلِّها أو بعضِها ما يُرادِفُها, وإن كان مع تغييرٍ لنظمه أو أُخِذ بعض اللفظ سمّي إغَارَةً ومَسْخًا, فإن كان الثاني أبلغَ لاختصاصه بفضيلة فـممدوح كقول بشّار: مَنْ رَاقَبَ النَاسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ * وَفَازَ بِالطَيِّبَاتِ الْفَاتِكُ اللَهْجُ وقولِ سَلْم: مَنْ رَاقَبَ النَاسَ مَاتَ هَمًّا * وَفَازَ بِاللَذَّةِ الْجَسُوْرُ, وإن كان دونه فـمذموم كقول أبي تمّام: هَيْهَاتَ لاَ يَأتِي الزَمَانُ بِمِثْلِهِ * إِنَّ الزَمَانَ بِمِثْلِهِ لَبَخِيْلُ وقولِ أبي الطيِّب: أَعْدَى الزَمَانَ سَخَاؤُهُ فَسَخَا بِهِ * وَلَقَدْ يَكُوْنُ بِهِ الزَمَانُ بَخِيْلاً,..................................................

(إِنْ كَانَ يَعْقِلُ * وَيَرْكَبُ حَدَّ  السَيْفِ) كناية عن تحمّل الشدائد (مِنْ أَنْ تُضِيْمَهُ *) أي: بدلاً من أن تظلمه (إِذَا لَمْ يَكُنْ عَنْ) ركوب (شَفْرَةِ السَيْفِ) أي: حدّه القاطع (مَزْحَلُ) أي: بعد وانفصال, البيتان لمعن بن أوس وقد أتى بهما ابنُ الزَبِير من غير تغيير النظم فهو سرقة محضة (وفي معناه) أي: وفي معنى ما لم يغيّر فيه النظم (أن يُبدَل بالكلمات كلِّها أو بعضِها ما يُرادِفُها) بأن يؤتى بدل كلّ كلمة أو بعض كلمات بما يرادفها فإنه أيضًا سرقة محضة كأن يُبدَل بقول الحطيئة: دَعِ الْمَكَارِمَ لاَ تَرْحَلْ لِبُغْيَتِهَا * وَاقْعُدْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الطَاعِمُ الْكَاسِيْ قولُنا: ذَرِ الْمَآثِرَ لاَ تَذْهَبْ لِمَطْلَبِهَا * وَاجْلِسْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْآكِلُ اللاَبِس (وإن كان) أخذ اللفظ كلّه (مع تغييرٍ لنظمه) أي: نظم اللفظ (أو أُخِذ بعض اللفظ) مع تغيير النظم أو بدونه (سمّي) هذا الأخذ (إغَارَةً ومَسْخًا فإن كان) اللفظ (الثاني) المأخوذ (أبلغَ) من اللفظ الأوّل المأخوذ منه (لاختصاصه) أي: لاختصاص الثاني (بفضيلة) لا توجد في الأوّل كالاختصار أو الإيضاح أو زيادة المعنى (فـ) الثاني (ممدوح) ومقبول (كقول بشّار) وهو المأخوذ منه (مَنْ رَاقَبَ النَاسَ) أي: خاف منهم (لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ *) لأنه ربما كرهها الناس فيتركها لأجلهم (وَفَازَ بِالطَيِّبَاتِ الْفَاتِكُ) أي: الشُجاع (اللَهِجُ) أي: الحريص على مطلوبه من غير مبالاة (وقولِ سَلْم) وهو المأخوذ (مَنْ رَاقَبَ النَاسَ مَاتَ هَمًّا *) أي: لم يصل لمراده (وَفَازَ بِاللَذَّةِ الْجَسُوْرُ) أي: الشديدُ الجرأة, فالمعنى في البيتين واحد لكن بيت سَلْم أجود سبكًا وأخصر لفظًا (وإن كان) الثاني (دونه) أي: دون الأوّل في الحسن (فـ) الثاني (مذموم) ومردود (كقول أبي تمّام) في مرثية محمّد بن حُمَيد (هَيْهَاتَ لاَ يَأتِي الزَمَانُ بِمِثْلِهِ * إِنَّ الزَمَانَ بِمِثْلِهِ لَبَخِيْلُ وقولِ أبي الطيِّب) المتنبِّي (أَعْدَى الزَمَانَ سَخَاؤُهُ) أي: سرى سخاء الممدوح إلى الزمان والإعداء أن يتجاوز الشيء من صاحبه إلى الغير (فَسَخَا بِهِ *) أي: فجاد الزمان بالممدوح (وَلَقَدْ يَكُوْنُ بِهِ الزَمَانُ بَخِيْلاً) فالمصراع الثاني لأبي الطيِّب مأخوذ من المصراع


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229