في الترتيب بينهما، وبـ½مَنْ¼ العارِضُ المُشخِّصُ لذي العِلْم كقولنا: ½من في الدار¼، وقال السكّاكيّ يُسئَل بـ½مَا¼ عن الجنس تقول: ½ما عندك¼ أي: أيُّ أجناس الأشياء عندك؟ وجوابه ½كتاب¼ ونحوه، أو عن الوصف تقول: ½ما زيد؟¼ وجوابه ½الكريم¼ ونحوه، وبـ½مَنْ¼ عن الجنس من ذوي العلم تقول: ½من جبرئيل¼ أي: أ بشر هو أم ملَك أم جنّي وفيه نظر، وبـ½أيّ¼ عمّا يُميِّز أحدَ المتشارِكَينِ في أمر يعمّهما نحو: ﴿ أَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ خَيۡرٞ مَّقَامٗا﴾ [مريم:٧٣] أي: أ نحن أم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم،..................................................
(في الترتيب) أي: في ترتيب الطلب (بينهما) أي: بين ½مَا¼ التي لطلب شرح الاسم و½مَا¼ التي لطلب شرح الماهيّة, فيقال أوّلاً ½ما العنقاء¼ ثمّ ثانيًا ½هل العنقاء موجودة¼ ثمّ ثالثًا ½ما هي¼, وتقع ½هَلْ¼ المركّبة بعد ½مَا¼ الثانية فيقال رابعًا ½هل العنقاء دائمة¼, وهذا معنى قولهم ½إنّ هَلْ تقع بين مَاءَيْنِ ومَا تقع بين هَلَيْنِ¼ (و) يطلب (بـ½مَنْ¼) الوصفُ (العارِضُ المُشخِّصُ) أي: المفيدُ (لـ) تشخيص (ذي العِلْم) وتعيينه (كقولنا ½من في الدار¼) إذا علم السائل أنّ في الدار أحدًا لكن لم يتشخّص عنده فيجاب بـ½زيد¼ ونحوه ممّا يفيد تعيينَه (وقال السكّاكيّ) في بيان الفرق بين ½مَا¼ و½مَنْ¼, وهذا مقابل للقيل المتقدّم (يُسئَل بـ½مَا¼ عن الجنس) أي: عمّا صدق على كثيرين من ذوي العلم وغيرهم (تقول ½ما عندك¼ أي: أيُّ) جنس من (أجناس الأشياء عندك؟ وجوابه) أي: جواب ½ما عندك¼ (½كتاب¼ ونحوه) كـ½فرس¼ و½إنسان¼ (أو) يسئل بها (عن الوصف تقول) في السؤال عن الوصف: (½ما زيد؟¼) أي: أيّ وصف يذكر عند وصفه (وجوابه) أي: جواب ½ما زيد¼ (½الكريم¼ ونحوه) كالبخيل والشُجاع, وقال السكّاكيّ أيضًا (و) يُسئَل (بـ½مَنْ¼ عن الجنس من ذوي العلم تقول) في السؤال عن الجنس: (½من جبرئيل¼ أي:) ما جنسه (أ بشر هو أم ملَك أم جنّي) وجوابه ½مَلَك¼ (وفيه) أي: في كون السؤال بـ½مَنْ¼ عن الجنس (نظر) فإنا لا نسلّم أنّ ½مَنْ¼ للسؤال عن الجنس فلا يصحّ الجواب بـ½مَلَك¼ بل يجاب بما يفيد تعيينه كأن يقال: ½ملك من عند الله يأتي بالوحي إلى الأنبياء¼, وإنما هذا أمر يرجع إلى السَماع (و) يُسئَل (بـ½أيّ¼ عمّا) أي: عن وصفٍ (يُميِّز أحدَ المتشارِكَينِ) أو المتشارِكِينَ (في أمر) متعلِّق بالمتشارِكَينِ (يعمّهما) أي: في أمر يشمَل المتشارِكَينِ أو المتشارِكِينَ, وهذا الأمر هو مضمون ما أضيف إليه ½أيّ¼ (نحو) قوله تعالى حكاية لكلام المشركين لعلماء اليهود: (﴿أَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ خَيۡرٞ مَّقَامٗا﴾ أي: أ نحن) خير (أم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم) فاعتقدوا أنّ فريقي المؤمنين والكافرين قد تشاركا في الفريقيّة ولم يتميّز عندهم من ثبت له الخيريّة