وبـ½كَمْ¼ عن العدد نحو: ﴿ سَلۡ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ كَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّنۡ ءَايَةِۢ بَيِّنَةٖۗ﴾ [البقرة:٢١١]، وبـ½كَيْفَ¼ عن الحال، وبـ½أَيْنَ¼ عن المكان، وبـ½مَتَى¼ عن الزمان، وبـ½أَيَّانَ¼ عن المستقبل، قيل: وتستعمل في مواضع التفخيم مثل: ﴿ يَسَۡٔلُ أَيَّانَ يَوۡمُ ٱلۡقِيَٰمَةِ ﴾ [القيامة:٦]، و½أَنَّى¼ تستعمل تارة بمعنى ½كَيْفَ¼ نحو: ﴿فَأۡتُواْ حَرۡثَكُمۡ أَنَّىٰ شِئۡتُمۡۖ﴾ [البقرة:٢٢٣] وأخرى بمعنى ½مِنْ أَيْنَ¼ نحو: ﴿ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖ ﴾ [آل عمران:٣٧]، ثم إنّ هذه الكلمات كثيرًا مّا تستعمل في غير الاستفهام كالاستبطاء نحو: ½كم دعوتك¼ والتعجّب نحو: ﴿ مَا لِيَ لَآ أَرَى ٱلۡهُدۡهُدَ ﴾ [النمل:٢٠] والتنبيه على الضلال نحو: ﴿ فَأَيۡنَ تَذۡهَبُونَ ﴾ [التكوير:٢٦]...
فسألوا عن وصف يميّز أحدهما عن الآخر, فأجابوا بقولهم: ½أنتم¼ وقد كذبوا والجواب الحقّ ½أصحابُ محمّد¼, وكلّ من الجوابين حصل به التمييز (و) يُسئَل (بـ½كَمْ¼ عن العدد) المبهم عند السائل نحو ½كم غنمًا ملكتَ¼, وقد يسئل بها عنه للتوبيخ لا لاستعلام المقدار (نحو) قوله تعالى: (﴿سَلۡ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ كَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّنۡ ءَايَةِۢ بَيِّنَةٖۗ ﴾) فالسؤال للتوبيخ على عدم اتّباع مقتضى الآيات مع كثرتِها وبيانِها (و) يُسئَل (بـ½كَيْفَ¼ عن الحال) نحو ½كيف أنت¼ (و) يُسئَل (بـ½أَيْنَ¼ عن المكان) نحو ½أين صلّيت¼ (و) يُسئَل (بـ½مَتَى¼ عن الزمان) نحو ½متى جئت¼ و½متى تذهب¼ (و) يُسئَل (بـ½أَيَّانَ¼ عن) الزمان (المستقبل) نحو ½أيّان يُثمِر هذا الغرس¼ (قيل وتستعمل) ½أيَّانَ¼ (في مواضع التفخيم) أي: في المواضع التي يقصد فيها تعظيمُ المسئول عنه والتهويلُ بشأنه (مثل) قوله تعالى: (﴿يَسَۡٔلُ أَيَّانَ يَوۡمُ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾) و﴿أَيَّانَ مُرۡسَىٰهَاۖ﴾ [الأعراف:١٨٧] (و½أَنَّى¼ تستعمل تارة بمعنى ½كَيْفَ¼) ويجب بعدها فعل (نحو) قوله تعالى: (﴿فَأۡتُواْ حَرۡثَكُمۡ أَنَّىٰ شِئۡتُمۡۖ﴾) أي: كيف شئتم (و) تستعمل مرّة (أخرى بمعنى ½مِنْ أَيْنَ¼ نحو) قوله تعالى حكاية عن زكريّا: ﴿ يَٰمَرۡيَمُ (أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖ ﴾) أي: من أين لكِ هذا الرزق الآتي كلّ يوم (ثم إنّ هذه الكلمات) أي: كلمات الاستفهام (كثيرًا مّا تستعمل) أي: تستعمل كثيرًا (في غير الاستفهام) مجازًا (كالاستبطاء) أي: تأخّر الجواب (نحو) قولك لمن دعوتَه فأبطأ في الجواب: (½كم دعوتك¼) وعليه قوله تعالى: ﴿ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ﴾ [البقرة:٢١٤] (و) كـ(التعجّب نحو) قوله تعالى حكاية عن سليمان على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام: (﴿مَا لِيَ لَآ أَرَى ٱلۡهُدۡهُدَ) فتعجّب سليمان من غيبة الهدهد من غير إذن لأنه كان لا يغيب عنه إلاّ بإذنه (و) كـ(التنبيه على الضلال) أي: ضلال المخاطب (نحو) قوله تعالى: (﴿فَأَيۡنَ تَذۡهَبُونَ ﴾)