عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

أي: ما كان ينبغي أن يكون نحو: ½أ عصيتَ ربّك¼ أو لا ينبغي أن يكون نحو: ½أ تعصي ربّك¼ أو للتكذيب أي: لم يكن نحو: ﴿ أَفَأَصۡفَىٰكُمۡ رَبُّكُم بِٱلۡبَنِينَ ﴾ [بني اسراءيل:٤٠] أو لا يكون نحو: ﴿ أَنُلۡزِمُكُمُوهَا ﴾ [هود:٢٨] والتهكّم نحو: ﴿ أَصَلَوٰتُكَ تَأۡمُرُكَ أَن نَّتۡرُكَ مَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَآ﴾ [هود:٨٧] والتحقير نحو: ½من هذا¼ والتهويل كقراءة ابن عباس: ﴿ وَلَقَدۡ نَجَّيۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ مِنَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡمُهِينِ 30 مِن فِرۡعَوۡنَۚ﴾ بلفظِ الاستفهام ورفعِ ½فرعون¼، ولهذا قال: ﴿ إِنَّهُۥ كَانَ عَالِيٗا مِّنَ ٱلۡمُسۡرِفِينَ ﴾ [الدخان:٣٠-٣١] والاستبعاد نحو: ﴿ أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكۡرَىٰ…. 

(أي: ما كان ينبغي أن يكون) هذا إذا كان التوبيخ على أمرٍ وقع في الماضي (نحو) قولك لمن صدر منه العصيان (½أ عصيتَ ربّك¼) أي: ما كان ينبغي لك أن تعصيه (أو لا ينبغي أن يكون) هذا إذا كان التوبيخ على أمرٍ خِيف وقوعُه في المستقبل (نحو) قولك لمن هَمَّ بالعصيان (½أ تعصي ربّك¼) أي: لا ينبغي أن يصدر منك العصيان (أو) الإنكارُ (للتكذيب) ويسمّى إنكارًا تكذيبيًّا وإبطاليًّا, وهو إمّا للتكذيب في الماضي (أي: لم يكن) بمعنى أنّ المخاطب يدّعي وقوع شيء في الماضي فيؤتى بالاستفهام الإنكاريّ تكذيبًا له (نحو) قوله تعالى: (﴿أَفَأَصۡفَىٰكُمۡ رَبُّكُم بِٱلۡبَنِينَ) وَٱتَّخَذَ مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنَٰثًاۚ أي: لم يصفكم بالبنين ولم يتخذ الملائكة إناثًا (أو) للتكذيب في المستقبل أي: (لا يكون) بمعنى أنّ المخاطب يدّعي وقوع شيء في المستقبل فيؤتى بالاستفهام الإنكاريّ تكذيبًا له (نحو) قوله تعالى: (﴿أَنُلۡزِمُكُمُوهَا) وَأَنتُمۡ لَهَا كَٰرِهُونَ أي: لا نكرهكم على قبول الهداية, هذا الكلام من نوح على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام لقومه الذين اعتقدوا أنه يَقهَر أمّته على قبول الإسلام (و) كـ(التهكّم) أي: الاستهزاء (نحو) قوله تعالى حكاية عن الكفّار في شأن شعيب على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام: (﴿أَصَلَوٰتُكَ تَأۡمُرُكَ أَن نَّتۡرُكَ مَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَآ) فقصدوا به السخرية (و) كـ(التحقير نحو) قولك: (½من هذا¼) لقصد احتقاره مع أنك تعرفه (و) كـ(التهويل) أي: التفظيع والتفخيم (كقراءة ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما (﴿وَلَقَدۡ نَجَّيۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ مِنَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡمُهِينِ 30 مِن فِرۡعَوۡنَۚ بلفظ الاستفهام) أي: بـ½مَنْ¼ وهو مرفوع محلاًّ على الخبريّة (و) بـ(رفع ½فرعون¼) على الابتداء والجملة استئنافية لتهويل أمر فرعون المفيد لتأكّد شدّة العذاب (ولهذا) أي: ولأجل التهويل بشأن فرعون (قال) تعالى بعده: (﴿إِنَّهُۥ كَانَ عَالِيٗا مِّنَ ٱلۡمُسۡرِفِينَ) أي: فكيف حال العذاب الذي يصدر من مثله (و) كـ(الاستبعاد) أي: عدّ الشيء بعيدًا (نحو) قوله تعالى: (﴿أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكۡرَىٰ) فالاستفهام هنا لاستبعاد أن يكون لهم الذكرى


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229