حرف واحد وهو ½لاَ¼ الجازمةُ في قولك: ½لا تفعل¼، وهو كالأمر في الاستعلاء، وقد يستعمل في غير طلب الكفّ أو الترك كالتهديد كقولك لعبدٍ لا يمتثل أمرك: ½لا تمتثل أمري¼، وهذه الأربعة يجوز تقدير الشرط بعدها كقولك: ½ليت لي مالاً أُنفِقْه¼ و½أين بيتُك أَزُرْك¼ و½أكرمني أُكْرِمْك¼ و½لا تَشتِمْ يَكُنْ خَيرًا لك¼، وأمّا العرْض كقولك: ½ألاَ تَنزِلُ تُصِبْ خَيْرًا¼ فمُولَّدٌ من الاستفهام، ويجوز في غيرها لقرينة نحو: ﴿ أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۖ فَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡوَلِيُّ ﴾ [الشورى:٩]
(حرف واحد وهو ½لاَ¼ الجازمةُ في قولك ½لا تفعل¼ وهو) أي: النهي (كالأمر في الاستعلاء) أي: فإن كان على جهة الاستعلاء فهو نهي حقيقة, واعلم أنّ صيغة النهي موضوعة لطلب الكفّ عن الفعل عند الأشاعرة ولطلب ترك الفعل عند كثير من المعتزلة (وقد يستعمل) النهي أي: صيغته مجازًا (في غير طلب الكفّ) عن الفعل, ناظر إلى قول الأشاعرة (أو) في غير طلب (الترك) ناظر إلى قول المعتزلة, وذلك الغير (كالتهديد) أي: التخويف (كقولك لعبدٍ) لك (لا يمتثل أمرك: ½لا تمتثل أمري¼) كأنك قلت له ½سترى ما يلزمك على ترك أمري¼ فهو تهديد له, وكالدعاء نحو قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ﴾ [البقرة:٢٨٦], وكالالتماس نحو قولك لمن يساويك رتبةً ½لا تعص ربّك¼ بدون الاستعلاء (وهذه) الأنواع (الأربعة) أي: التمنّي والاستفهام والأمر والنهي (يجوز تقدير الشرط بعدها) فيؤتى بالجواب مجزومًا بـ½إِنْ¼ المقدّرة مع الشرط (كقولك) في التمنّي (½ليت لي مالاً أُنفِقْه¼) أي: إنْ أُرْزَقْ مَالاً أُنفِقْه (و) في الاستفهام (½أين بيتُك أَزُرْك¼) أي: إنْ تُعَرِّفْنِي بيتَك أَزُرْك (و) في الأمر (½أكرمني أُكْرِمْك¼) أي: إنْ تُكْرِمْني أُكْرِمْك (و) في النهي (½لا تَشتِمْ يَكُنْ خَيرًا لك¼) أي: إنْ لاَ تَشتِمْ يَكُنْ خَيْرًا لَكَ, ولمّا جعل النحاة الأشياء التي يجوز تقدير الشرط بعدها خمسة والخامس هو العرض أشار إليه بقوله (وأمّا العرْض) وهو طلب الشيء بلا حثّ ولا تأكيد (كقولك ½ألاَ تَنزِلُ تُصِبْ خَيْرًا¼) أي: إنْ تَنْزِلْ تُصِبْ خَيْرًا (فـ) هو غير خارج عمّا ذُكِر لأنه (مُولَّدٌ من الاستفهام) لأنه يستفاد من آلته فهو داخل في الاستفهام فلا يصحّ عدّه شيئًا آخر برأسه, وكذا التحضيض وهو طلب الشيء مع تأكيد وحثّ كقولك ½هَلاّ تَنْزِلُ تُصِبْ خَيْرًا¼ (ويجوز) تقدير الشرط (في غيرها) أي: في غير المواضع المذكورة (لقرينة) تدلّ على التقدير (نحو) قوله تعالى: (﴿أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۖ فَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡوَلِيُّ ﴾) فقوله تعالى: ½فالله هو الولِيّ¼ دليل لجواب الشرطِ المحذوفِ