عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

هذا حتّى إنّه لا يَستطيع أن يُفَرِّق بين الحقِّ والباطل وبين النّور والظُّلمة ويَقَع في الْمَهالك والرَّذائل ويَبتعِد عن المكارم والفضائل ولا يَخشَى لَومَةَ لائِمٍ، وقال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «إنّ لكلِّ دينٍ خُلُقًا وخُلق الإسلام الحياء»([1]). أي: إنّ لكلِّ دينٍ طبعًا وسَجِيَّةً تَغلِب على التَّعليماتِ كلِّها, وطَبعُ هذا الدّين وسَجِيَّتُه الّتي هي قِوامُه ومُروءته وجَمالُه فقد جُمِعَ في الحياء ؛ لأنّه مُتمِّمٌ لمكارم الأخلاق وشُعبَةٌ من الإيمان، وعن سيّدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النّبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم قال: «الإيمان بِضعٌ وسبعون شُعبةً، والحياءُ شُعبةٌ من الإيمان»([2]).

 

وقال صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «الحياء من الإيمان»([3]). أي: إنّ الحياء يَمنَع صاحبه من ارتكاب



 

([1]) أخرجه ابن ماجه في "سننه"، ٤/٤٦٠، (٤١٨١).

([2]) أخرجه مسلم في "صحيحه"، كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء، صـ٣٩، (٣٥).

([3]) أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب البر والصلة عن رسول الله، باب ما جاء في الحياء، ٣/٤٠٦، (٢٠١٦)، وابن ماجه في "سننه"، كتاب الزهد، باب: الحياء، ٤/٤٦١، (٤١٨٤).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269