عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

وقد يُشكِل على بعض النّاس أنّ الحياء قد يَمنع صاحبه عن تَعلُّم الأحكامِ الشَّرعيَّةِ وعن الدعوة إلى الله تعالى وعن الأعمال الصالحات فكيف قيل: الحياء لا يأتي إلاّ بِخيرٍ؟

فأُجيبَ لذلك أنّ المراد هو الحياء الشَّرعيُّ فهو خُلُقٌ حميدٌ يَبعَث على الخير ولا يَصُدّ عنه، وأمّا الحياء الذي يُؤدِّي إلى ترك العلم فليس بمَشروعٍ، فالحياء الحقيقيُّ لا يَمنَع من الأعمال الصالحات بل يَحُثُّ على العبادات والطّاعات قد رُوِيَ عن عمرانَ بنِ حُصينٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الحياء خيرٌ كلُّه». قال: أو قال: «الحياء كلُّه خيرٌ»([1]). ولكن مع الأَسَف الشّديد نحن نَرَى في هذا الزَّمَن أنّ المرأة المسلمة قد تَرَكَت الحجاب الإسلاميَّ، واختَلَطَتْ بالرّجال في ميدان التعليمِ والعمَل , وتَورَّطَتْ في الصَّداقة الْمُحَرَّمة مع الشّباب الأجانبِ، وخَلَعَتْ لباس الحياء فتَخرُج شِبهَ عاريةٍ في الْحَفَلات وتَختَلِط بالرّجال فتُسارِقُهم النظَرات وتُبادِلهم الابتسامات، فتَأمَّلوا حال البعضِ من نساء هذا العصرِ عندما



 

([1]) أخرجه مسلم في "صحيحه"، كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء، صـ٤٠، (٣٧).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269