عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

 

أيّها المسلمون: في هذا الحديث عبرةٌ وموعظةٌ لِمن تَكلَّم بكلمةٍ فاحشةٍ خبيثةٍ لإثارة الشَّهوة، وشاهَد الأفلام والمسرحيّات الجِنسِيَّةَ الفاضِحَة، وقد قال سيّدنا إبراهيم بن ميسرةَ رحمه الله تعالى: يُقال: يُؤتَى بالفاحشِ الْمُتفحِّش يوم القيامة في صُورةِ كلبٍ([1]).

 

واعلموا أيّها المسلمون أنّ الإنسان قد يَستحيي أن يَتكلَّم بكلمة فاحشةٍ قبيحةٍ أمامَ الرجال الأشرافِ ولكن مع الأسف الشديد لا يَستحيي من خالقه الذي يَسمعه ويَراه عند اقتراف الذُّنوب والسّيِّئات.

 

وكان بِشر الحافي رحمه الله تعالى قليل الكلامِ جِدًّا، وكان يقول لأصحابه: انظُروا ما تُمْلونه في صَحائفكم فإنّه يُقرَأُ على ربِّكم، فيا وَيْحَ مَن تَكلَّم بقبيحٍ، ولو أنّ أحدكم أَمْلَى



 

([1]) ذكره الإمام ابن أبي الدنيا في "موسوعته"، كتاب الصمت وآداب اللسان، ٧/٢٠٥، (٣٢٩)، والغزالي في "إحياء علوم الدين"، ٣/١٥١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269