عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

أيّها المسلمون: إنَّ الصِّراط هو جِسْرٌ منصوبٌ على ظهرِ جهنّمَ ينْجُو منهُ المؤمنون الخاشعون وتَزِلُّ به أقدامُ الظالمين وحالُنا نحنُ نَرتَكِبُ المعاصي ومع ذلك لا نَخاف من الله تعالى ولا نَستَيقِظُ من سِنَةِ الغَفلة. يا إخواني تأَمَّلوا في حالِ الأَسلاف رحمهم الله تعالى كيف كانوا يَحْزَنون ويتفكَّرون في الحسابِ والصِّراطِ مع أَنّهم أشَدُّ النّاسِ خوفًا من اللهِ تعالى قد رُوِي عن قيس بنِ أبي حازمٍ أنّه قال: كان عبد الله بنُ رَواحةَ واضعًا رأسه في حِجرِ امرَأته فبَكى فبكَتْ امرأَتُه، فقال: ما يُبكيكِ؟ قالت: رأيتُك تَبكي فبكَيتُ، قال: إنّي ذكَرتُ قولَ الله عزّ وجلّ: ﴿bÎ)ur óOä3ZÏiB žwÎ) $ydߊ͑#ur﴾. فلا أَدرِي أَنَنجو منها أم لا([1]). وعن أبي إسحاقَ عن أبي مَيْسَرةَ قال: كان يَضطَجِعُ على فِراشهِ قال: فيقول: لَيْت أمّي لَم تَلِدْني فقالت له امْرَأته: ألَم يَهْدِك الله عزّ وجلّ للإسلام ؟ فقال: بلى ! ولكِن قد أخْبَرَنا أنّا وارِدو النّارِ ولَم يُخْبِرْنا أنّا صادِرون عنها([2]).

 



([1]) أخرجه الحاكم في "المستدرك"، كتاب الأهوال، ٥/٨١٠، (٨٧٨٦).

([2]) "الزهد" للإمام أحمد، صـ٣٦٠، (٢١١٠)، و"موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا"، ٢/٥٤٥، (٥٤)، و"كتاب الزهد والرقائق" لابن المبارك، صـ١٠٥، (٣١٢)، و"مصنف ابن أبي شيبة"، ٨/٢١٥، (١٢)، و"البدور السافرة"، صـ٣٤٣، (١٠٦٤).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269