أيها المسلمون: إنّ نارَ جهنّمَ سَوْداءُ مُظلِمَةٌ، غابَ الجِسْرُ في السَّوادِ والظُّلمة، ولَهِيْبُ جهنّمَ بجانبِه يَلْتهِبُ، فلا جَرَمَ أنّ من كان فضل الله عليه جازَ هذا الصِّراطَ ونَجا من النّيرانِ، قال سيّدنا سهلٌ رضي الله تعالى عنه: مَن دَقَّ الصِّراطُ عليهِ في الدّنيا عَرَضَ عليه في الآخرة، ومن عرَضَ عليه الصِّراط في الدّنيا دَقَّ له في الآخرةِ([1]). قد روِيَ عن سعيد بنِ أبي هِلالٍ رضي الله تعالى عنه أنّه قال: بلَغَنا أنّ الصِّراطَ يومَ القيامة وهو الجِسْرُ، يكون على بعضِ النّاسِ أَدَقُّ من الشَّعرِ، وعلى بعضِهم مثلُ الدّارِ والوادي الواسِع([2]).
أيها المسلمون: من المعروفِ أنّ المسافرَ إذا حَمَلَ الْمَتاع الكثيرَ في السّفرِ يثْقُلُ عليه حتّى إنّه ليضْطرِبُ وكذلكَ كثْرةُ المال سَبَبٌ لِجَرِّ الوَبالِ العظيمِ إلى نفْسِه ، ويَثقُلُ عليه على قدْرِ كَثرتِه وقلّتِه فمَن قَلَّ مالُه في الدّنيا خَفَّ عليه الْحِسابُ في الآخرة.