عن الحارث بنِ نُعمانَ رضي الله تعالى عنهُ قال: سمِعْتُ أَنَسًا رضي الله تعالى عنه يقول: خَرَجَ رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم يومًا، وهو آخِذٌ بيَدِ أبي ذرّ، فقال: «يا أبا ذرٍّ! أعلِمْتَ أنّ بين أَيْدِينا عَقَبَةً كَؤودًا، لا يَصْعَدُها إلاّ الْمُخِفّون؟» فقال رجلٌ: يا رسول الله صلّى الله تعالى عليهِ وسلّم أمِن الْمُخِفِّين أنا أم من الْمُثقِلين ؟ قال: «أعندك طَعامُ يومٍ ؟» قال: نَعَمْ. قال: «وطعامُ غَدٍٍ». قال: نعم. «وطعام بعد غَدٍ» قال: لا. قال: «لو كان عندك طعامُ ثلاثٍ لَكُنتَ من المثقِلين»([1]).
أيها المسلمون: حالُنا اليومَ نحنُ نَحتكِر ونَدَّخِر ونَجْمَع الأَموال فَضْلاً عن ثلاثةِ أيّامٍ، ويَقَعُ بعضُ المثقلين في السَّرِقاتِ ويَكْسِبون الحرامَ لِشدّة الحِرصِ على المال وكثرةِ الرغْبَةِ فيه، ثُمّ بعد ذلك لا يتَفَكّرون في اجْتِيازِ الصِّراط.
فواجبٌ علينا بعدَ التّوبةِ إلى الله والنَّدَمِ على الذُّنوبِ والعزمِ الأَكْيَدِ بَيْننا وبين اللهِ بِصِدْق ألاّ نعُودَ إلى مثلها أبدًا، ومع هذا نَقْطَع تلك الأسْبابَ الّتي تُؤَدِّي إلى المعاصي ونُسافِرُ في