وقال فُضيل بنُ عِياض رضي الله تعالى عنه: بلَغَني أنّ الصِّراط مَسيْرَةُ خمسةَ عشَر ألفَ عامٍ، خمسةُ آلافِ صُعودٍ، وخمسةُ آلافِ نُزولٍ، وخمسةُ آلافِ مُسْتَوًى، أَدَقُّ من الشّعر وأَحَدُّ من السيفِ على مَتْنِ جهنّم، لا يجوزُها إلاّ كلُّ ضامِرٍ مَهزُولٍ من خَشيَةِ اللهِ([1]).
أيها المسلمون: تُدْنَى الشّمسُ يومَ القيامة من الْخَلقِ حتّى تكونَ منهم كمِقْدارِ مِيلٍ، فما ظَنُّكم بيومٍ تَقومون فيه حُفاةً، كان مِقْدارُه خمسينَ ألفَ سَنةٍ، تَنقَطِعُ الأعناقُ عطَشًا وتَحتَرِقُ الأَجْوافُ جُوعًا، حتّى يُحمَلَ النّاسُ على الصِّراط فلا يَمرُّ عليه إلاّ ضامرٌ مَهزولٌ من خشيَةِ اللهِ. عن عائشةَ رضي الله عنها قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لِجهنّمَ جِسْرٌ أَدَقُّ من الشَّعرِ وأَحَدُّ من السّيفِ عليه كلاليبُ وحَسَكٌ يأْخُذون مَن شاء اللهُ والنّاسُ عليه كالطّرفِ وكالبَرقِ وكالرِّيحِ وكَأَجاوِيدِ الْخَيلِ والرِّكابِ والملائكةُ يقولون: رَبِّ سلِّمْ، ربّ سلِّم، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ ومَخدوشٌ مسلَّمٌ ومُكَوَّرٌ في النّارِ على وَجهِه»([2]).