ظلمًا وعُدوانًا ، واعلموا أنَّ حقيقةَ الْمُفلس هو المذكورُ في الحديث فهُو الهالكُ هلاكًا تامًّا والمعدومُ إعدامًا كاملاً مع الإتيان بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحجٍّ وغيرِها من الأعمالِ الصَّالحات، فتُؤخَذ حسناتُه لغُرَمائه فإذا فنيت حسناتُه أُخِذَ من سيِّئاتِهم فوُضِعَت عليه ثُمَّ أُلقِيَ في النار فتَحَقَّقَتْ خَسارَتُه وظهر هَلاكُه وإفلاسُه، وروَى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «لَتُؤَدَّنَّ الْحُقوقُ إلى أهلها يومَ القيامة حتّى يُقاد للشَّاة الْجَلحاء من الشاة الْقَرناءِ»([1]). أَي: أنَّ الظالم يُؤَدِّي ما عليه من حُقوقِ الْخَلقِ حتَّى البَهائِم يَقتَصُّ بعضُها من بَعضٍ.