عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

وتَترُك الوَرعَ فمن ذلك ما رُوِي أنّه كان يُوزَنُ بين يدي عمر بن عبد العزيز مِسْكٌ للمسلمين، فأخَذ بأَنفِه حتّى لا تُصِيبُه الرَّائِحةُ وقال: وهل ينتفع منه إلاّ برِيحِه؟ لما استبعد ذلك منه([1]). ومن ذلك ما روَى بعضُهم أنّه كان عند مُحتَضَر فمات ليلاً فقال: أَطفِئُوا السِّراجَ فقد حَدَثَ للوَرَثَة حقٌّ في الدُّهنِ([2]). أيّها الإخوة: إنَّ عبادَ الله الصَّالحين يَتفكَّرون في الموت ويَحذَرون ضَغْطَةَ القبر وظُلمَته وضَيْقه، وقال سفيان رضي الله تعالى عنه: مَن أَكثَر ذكرَ الْقَبر وَجَدَه رَوضَةً من رِياضِ الجنَّة، ومن غفَل عن ذكرِه



([1]) ذكره الغزالي في "الإحياء"، كتاب الحلال والحرام، ٢/١٢١.

([2]) "إحياء علوم الدين"، كتاب الحلال والحرام، ٢/١٢٢.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269