وسُوءِ العاقبةِ وسوء الخاتمة ولا تَأمَنوا مكْرَ اللهِ ؛ لأَنَّ مكرَ اللهِ أَمرٌ مخفِيٌّ لا يَعلَم أحَدٌ فماذا يَكونُ حالُه عند الله تعالى، ولا يَعلَم أنّه يرحَل من الدّنيا مع سلامة الإيمانِ أم يُسْلَبُ إيمانُه؟ فمَن أمِن مَكرَ اللهِ وسوءَ الخاتمةِ وضَيَّعَ ما أَوجَبَ الله عليه مِن طاعته وارتكب ما حرَّم اللهُ عليه من معصيَتِه فأَمرهُ في غاية الخطَرِ، ولِذا كان السَّلَفُ الصّالِحُ يَعيشون في غايَةِ الخوْفِ من مَكْرِ الله مع صلاحِ أعمالهم وقِلَّةِ ذُنوبهم، فمَن أرادَ التَّوَسُّعَ فيَنْبَغي عليه أن يَسْمَعَ المحاضَرَة الْمُسَمّاةَ بـ"مَكْرِ اللهِ"؛ لأنّها تَزيْدُ الخوفَ من مكرِ اللهِ بِالْمُداوَمَةِ على الأعمالِ الصّالِحاتِ ويَقرَأُ الكُتيبة المسمّاةَ بـ"أسباب سُوء الخاتمةِ" ويعلَم بِكلِماتِ الكُفرِ ويُبالِغُ في التَحَرُّزِ عن إِجراءِ كلمةِ الكفرِ على اللّسان.
قال الحسنُ البصريُّ رحمه الله تعالى: يَخرُجُ من النّارِ رَجُلٌ بعد ألْفِ عامٍ، يا لَيْتَني كُنْتُ ذلك الرجل. وإنّما قال ذلك لِخوفِه من الْخُلود وسوءِ الخاتمةِ([1]).
ورُوِيَ أنّ الحسنَ البصريَّ رحمه الله تعالى ما ضحِكَ أربعينَ سَنَةً، وقال الرّاوي: وكُنتُ إذا رأَيتُه قاعِدًا كأنّه أسيرٌ قد