عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

قَدِمَ لِتُضْرَبَ عُنُقُه، وإذا تَكلَّم كأنّهُ يُعايِنُ الآخرة فَيُخْبِرُ عن مُشاهَدَتِها، فإذا سَكَتَ كأنّ النّارَ تُسَعَّرُ بين عَينَيهِ وعُوتِبَ في شدّة حُزنِه وخَوفِه فقال: ما يُؤَمِّنُني أن يكون الله تعالى قَد اِطَّلَعَ عليَّ في بعضِ ما يَكرَهُ فمَقَتَني فقال: اِذهَبْ فلا غفَرتُ لك، فأنا أَعْمَل في غير مُعْتَمَلٍ([1]).

أيّها المسلمون: نَحن أحقُّ بأن نخافَ من سوءِ الخاتمة، ولا نأمَن مكرَ اللهِ تعالى ولا نقْتَرِفُ الذنُوب ولا نَتَجاوَزُ حُدودَ اللهِ.

وعن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه عن النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «يَجْمَعُ الله الأوَّلين والآخرينَ لميقاتِ يومٍ معلومٍ قيامًا أربعين سَنَةً شاخِصَةً أبصارُهم إلى السّماءِ يَنْتَظِرون فَصلَ القَضاءِ». وذكَر الحديثَ إلى أن ذكر وقت سُجودِ المؤمنين. قال: «ثُمّ يقول للمؤمنين: اِرْفَعوا رُءوسَكُم فيَرفَعون رُءوسَهم فيُعطِيهم نُورهم على قدر أعمالهم فمنهم مَن يُعطَى نُوره مثلَ الجبَل العظيمِ يَسْعَى بـين يدَيـهِ، ومِنهـم مَن يُعـطَى نُـوره أصـغـرَ مـن

 



 

([1]) ذكره الغزالي في "إحياء علوم الدين"، كتاب الخوف والرجاء، الفصل الرابع من قواعد العقائد، ٤/٢٣١.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269