ذلك، ومنهم مَن يُعطَى نُورًا مثلَ النّخلة بيَمينه، ومنهم مَن يُعطَى نُورًا أصغرَ من ذلك حتّى يكونَ رجُلاً يُعطى نُورهُ على إبهام قدَمِهِ فيُضِيءُ مَرّةً ويَخْبُو مَرَّةً، فإذا أضاءَ قَدَّمَ قَدَمَه فَمَشَى وإذا أظْلَمَ قامَ». ثُمّ ذَكَرَ مُرورَهم على الصِّراط على قدر نُورِهم: «منهم مَن يَمُرُّ كَطَرْفِ العينِ ومنهم مَن يَمُرُّ كالْبَرقِ، ومنهم مَن يمُرّ كالسَّحابِ، ومنهم مَن يَمُرّ كَانْقِضاضِ الكوكبِ، ومنهم مَن يَمُرّ كَالرّيحِ، ومنهم مَن يَمُرّ كَشَدِّ الفرس، ومنهم مَن يمرّ كشَدِّ الرجلِ حتّى يمرّ الّذي أُعطِيَ نُوره على إبهام قَدَمَيهِ يَحْبو على وجههِ ويديه ورِجلَيه تَجُرُّ منه يَدٌ وتَعلَق أُخرَى، وتَعلَق رِجْلٌ وتَجُرُّ أخرَى، وتُصيب جَوانِبه النّار». قال: «فلا يَزال كذلك حتّى يَخلُصَ، فإذا خلَص وقَف عليها ثُمّ قال: الحمدُ لله، لقد أعطاني اللهُ ما لم يُعْطِ أحدًا إذ نَجّاني منها بعدَ إذ رأيتُها، فيُنْطلقُ به إلى غَديرٍ عندَ باب الجنّةِ، فيَغتَسل»([1]).
أيّها المسلمون: مَن خُتِم له بالإيمان فيَنْجو في الآخرة، ومَن سُلِب إيمانُه ولم يُوَفَّق لِتوبةٍ خالصةٍ قبلَ مماته فلا يَنْجو