في الآخرة، فيجِب على كلّ مسلمٍ أن يَخاف من مكرِ الله وسُوءِ العاقبةِ وسُوءِ الخاتمة ؛ لأنّه لا يَدرِي فماذا يكون حالُه عند الله تعالى ولا يدخُل الجنّة ما لم يمُرّ على الصِّراطِ وإنّ الصِّراط وهو جِسْرٌ منصُوبٌ على ظهرِ جهنّمَ.
وقال الإمام محمّد الغزالِيُّ رحمه الله تعالى: مَن استقامَ في هذا العالَم على الصِّراطِ المستقيمِ خَفَّ على صراطِ الآخرة ونَجا ومَن عدَل عن الاستِقامة في الدّنيا وأثْقَل ظَهرَه بالأَوْزارِ وعصَى تَعَثَّر في أوّلِ قدَمٍ من الصِّراطِ وتَرَدَّى، فتفَكَّرْ الآنَ فيما يحِلُّ من الفزَعِ بفُؤادِك إذا رأيتَ الصِّراط ودِقَّته، ثُمّ وَقَعَ بصَرُك على سَواد جهنّمَ من تحتِه، ثُمّ قَرَع سَمعُك شَهيق النّارِ وتَغَيّظَها، وقد كُلِّفْتَ أن تَمشِي على الصِّراط مع ضُعفِ حالك وَاضْطرابِ قلبك، وتَزَلْزَلَ قدمُك وثقُل ظهرُك بالأَوْزار المانعةِ لك عن المشيِ على بِساطِ الأرضِ فَضلاً عن حدّةِ الصِّراط، فكيف بك إذا وضَعْتَ عليه إِحدَى رِجْليك فأَحْسستَ بحِدَّته واضطَرَرتَ أن تَرفَع القدم الثّانية، والخلائِقُ بينَ يديك يزِلّون ويَتعثَّرون، وتَتنازلُهم زَبانِيَةُ النّارِ بالْخَطاطيفِ والكَلاليبِ، وأنت تَنظُر إليهم كيف يَتنكَّسون فتَتسفَّل إلى جِهَة النّار رُؤوسهم