عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

من أبعادٍ. فالعبدُ الحقُّ مَن آثَرَ الله على هَواه، وأَدَّى الفرائضَ الّتي أَوجَبَها عليه ؛ لأنّه فيها عَبدُ اِضطِرارٍ، لا عبدُ اِختِيارٍ، فالعبوديّةُ أوجَبَتْ عليه طاعةَ سيّده فيما اِفترَضَه عليه.

الدعوى الثانية: الله تكفَّل بأرزاقنا

إنّ الله تعالى تَكفَّل لنا بالرِّزقِ وكُلُّ واحدٍ يُقِرُّ أنّ الله هو الرّزَّاق، فإن كان الأمرُ كذلك فلِماذا الاشتغالُ بِالحرامِ وجمعُ الْحُطامِ ؟ لِماذا العُقودُ الرِّبَوِيَّةُ وجمعُ المالِ من حِلِّه وحرامه؟ لِماذا السَّرِقاتُ وَالنَّهبُ وأخذُ الرَّشاوي وتَطفيفُ الكَيلِ ؟ لِماذا الإصْرارُ على الحرامِ ؟ لماذا كلُّ هذا ما دامَ الله هو الرَّزّاقُ ؟ ولَن تَموتَ نفسٌ حتّى تَستَوفِي رزقها ولن يأكُل أحدٌ رزقَ أحدٍ، فليَحذَرْ كلَّ الحذَرِ مَن يَحرِصُ على جَمعِ الحطامِ وأكلِ الحرامِ غيرَ آبِهٍ بنَظَرِ الله إليه واطِّلاعِه عليه، وليَحذَرْ هذا الْمُتمادي في مَعصِيَة الله أن يَأخُذه الله بَغْتَةً فيُصبِحُ من الخاسرين الّذين خَسِروا الدّنيا والآخرةَ، وذلك هو الخسرانُ المبينُ.

الدعوى الثالثة: الآخرة خيرٌ من الأولى

يَدَّعي كلُّ مسلِمٍ أنّ الآخرة خيرٌ من الأولى ومع ذلك يَبحَثُ عن السّعادةِ في الدنيا ويَطلُب العُلُوَّ والرِّفعَة في الدنيا،




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269