عنوان الكتاب: قبس من نور (كيف أفهم مشروعية الاحتفال بالمولد)

الصلاة عليه من المخلوقات هو إعلانٌ منها بالتوافق مع الله تعالى في اصطفائه، وفي حكمة وجود خلقه، متمثلًا ذلك في حبيبه، الذي اختصه بذلك السر في الصلاة والسلام عليه، وكأننا نسعى للاصطباغ بها، والسير في طريقها، والاستمداد منها، فمن لم يوفقه الله تعالى إلى الإيمان والعبادة كالمكلفين- فأنى له ذلك؟

ومن لم يجرِ الله عليه الطاعة والذكر جبلَّة -كالملائكة- فأنى له ذلك؟

 ومن لم يأت طوعًا قهرًا كالسموات والأرض ومن فيهن- فأنى له ذلك؟

كلهم على اختلاف أحوالهم، يستمد استقامته أو سيره على الاستقامة من السر الأعظم، والنور الأقدس، الذي اختص الله به سيدنا محمد بالصلاة والسلام، فتجلى للوجود فكان الإنسان الكامل، اللهم عُد علينا من هذا التوفيق، واسلك بنا هذا الطريق، فالله تعالى هو الغاية، وسيدنا محمد هو الوسيلة.

ومن هنا قال أهل العلم والتربية، من لم يكن له شيخٌ مربٍّ يهذِّب أخلاقه، ويزكّي نفسه، فليتخذ من الصلاة على النبي مربٍّ ومزكٍّ، بأنْ يجعل نصيبه منها ألف مرة في اليوم، ومن زاد فقد استزاد من أعظم خير، لأن من يصلي على


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

52