الأشياء، إذن فسر كل الأشياء مأخوذ من النور المحمدي، فإذا رأيت في المخلوقات أي سر من الأسرار فأعلم أنّ العنصر الفعال منبعه منه ﷺ، لماذا؟ لأنه المباشر للحق مباشرة تامة..
فلا يقال إنّ الأرض خلقت ثم جاء منها الناس ثم جاء منهم الصفوة، فهذا لا يستقيم ، فالأصل أنّ الذي تشرّف بالنسبة إلى الله لا يكون الأدنى، وإنما يكون الأعلى، ثم يؤخذ منه الأدنى والأدنى وهكذا، فالذي نُسبَ أولا إلى الله أشرف الاشياء ثم أخذ منه، وليس الأدنى ثم صفي منه، ومن نور المصطفى أخذ كل مخلوق سره الفعال فيه، فالعين تأخذ سره الفعال منه المبصر، والأذن تأخذ سرها الفعال الذي يسمع، والأنف تأخذ سرها الفعال الذي يشم، وكل شيء في الوجود أخذ من نور المصطفى حقيقة ذلك السر، ومن الذي يستطيع إنْ يدرك ذلك، فهو أمر قديم لم نشهده، لا يدركه إلا من باشره واتصل به، مثل المادة التي لا يدرك سرها إلا من باشرها واتصل بها وقعد يحللها ليعرف عناصرها ودقائقها، ما العنصر الفعال وغير الفعال فيها، وخصائصها، فهذا يتطلب منك خلوة بالحضرة المحمدية، وهذا يتطلب منك أن تكون مؤهلًا، واذا دخلت الحضرة فينبغي أن تكون في تفاعل لتنكشف لك أسرار الحضرة المحمدية، فإذا انكشف لك منها، ثم نظرت إلى