أسرار الكون وجدت سيالًا خارجًا من حضرته الشريفة يسري في هذا الكون، فكل سر تراه في الأشياء منه ﷺ، ومعنى السر أي العنصر الفعال فيه، فكأنه كلها له أم وأصل هو النور المحمدي ﷺ..
النار، الماء، الطعام، الجبل بصلابته، كل شيء فيه سر منه ﷺ، كونه المخلوق الأول المنسوب تشريفًا إلى الله تعالى.
مثال: جئت بعجين وخميرة، ثم وضعت الخميرة في العجين، فإن الخميرة تنتشر في العجين كلها، فمهما أخذت قطعة من العجينة فإن فيها من الخميرة الأصيلة، وهي جعلته صالح للصنع، فكل قطعة من العجينة فيها من قطعة الخميرة الصغيرة، والعجين الذي لا تصله الخميرة يكون فاقد الحياة أصم غير قابل للصنع، فكل شيء تراه في الوجود يؤدي مهمته فاعلم أن خميرته ﷺ قد سرت به، ومعلوم أن كل شيء في الوجود له مهمة ووظيفة فتكون مأخوذة من سياله ﷺ... هذه الأمور لا تؤخذ بالعلم إنما بالمشاهدة.)
فكأن الكون ما كان ليستقيم وجوده في الخارج لقصوره عن التحقق في كمال العبودية لله تعالى، وهذا ليس عجزًا في الواجب سبحانه، وإنما عجزٌ في الممكنات، أي لعجز المخلوقات فإنّه أوجدها رحمةً وتفضلًا، أخذها عزة وانتقامًا