وروي عن ضَمْرة بن حبيب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «إنّ الملائكة يرفَعُون أعمال العبد من عباد الله يستكثرونه ويُزَكّونه، حتّى يبلغُوا به إلى حيث شاء الله من سلطانه، فيُوحي الله إليهم أنّكم حَفَظَةٌ على عمَل عبدي، وأنا رقيب على ما في نفسه، إنّ عبدي هذا لم يخلص لي، ولم يخلص عملُه فَاجْعلُوه في سِجِّيْن»[1].
وروي عن عطاء بن أبي رَبَاح قال: حدَّثتْني فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه: أنّها دخَلت عليه وهو في مُصلاّه تَسيل دُموعُه على لِحْيته، فقالت: يا أميرَ المؤمنين أَلشيء حدث؟ قال: يا فاطمة إنّي تَقَلّدتُ من أَمْر أُمّة محمد صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم أسوَدَها وأحمَرها، فتفَكّرتُ في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري الْمَجْهود والمظلوم المقهور، والغريب الأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير والمال القليل، وأَشباهُهم في أَقْطار الأرض وأطراف البلاد، فعلمتُ أنّ ربّي سائلي عنهم يوم القيامة، فخشيتُ ألا تثْبُت لي حُجّةٌ فبكيتُ[2].
أيها المسلمون: ولا بُدّ هُنا من التنبيه إلى الفَرْق بين الْحَسَد والغِبْطة، فالحسد هو تمنّي زوال النعمة عن المحسود، وأَمّا الغِبْطة فهي أن يرغَب الرجل في نَيْل النِّعمة التي توجَد عند الآخَر بدون تمنّي زَوالِها عنه، فمِثْل هذا لا يقال له: حاسد.