عنوان الكتاب: بضائع الشيطان

وقد نقل الإمام النووي رحمه الله تعالى: الْحَسود لم يَرْضَ بقسمة الله تعالى ومن لم يرض بالقسمة فقد عارَض الله تعالى في قسمته وحكمته[1]. وروي عن سيّدنا أنس رضي الله تعالى عنه أنّ رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم قال: «الحسَد يأكُل الْحَسَنات، كما تأكُل النار الْحَطَبَ»[2].

يا من عمره كُلّما زاد نقص، يا من يأمن مَكر الله وبَغْتَةَ الْمَوت، يا من يطلُب الْحُكْم والسُّلْطة وما تَهوَى النفس، يا مائلاً إلى الدنيا هل سلِمْتَ من النَّقْص؟ اعلم أنّ الموت أفظَع الأَهْوال وهو أشَدُّ من نَشْرِ الْمَنَاشير وقَرْضِ الْمَقَاريض وغَلْي في الْقُدور، وألفُ ضَرْبة بالسَّيْف أَهْونُ من موت على فِراش، فيجب على المسلم أن يتوب إلى الله تعالى، ويستعدّ للموت بتَرْك المعصية، والرَّكْض وراء الدنيا وجمع حُطامها من مال وغيره، ولا يطمع في حبّ الله مع حبّ المال والشرف، فقد قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «ما ذِئْبان جائعان أُرْسِلاَ في غنَمٍ أفسَد لها من حرص الْمَرء على المال والشَّرَف لدينه»[3].

وقال صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «ستّةٌ يدخلون النار بغير حساب: الأُمَراء بالْجَوْر، والعَرَب بالعَصَبيّة، والدَّهاقين بالكِبْر، والتُّجّار بالكذب، والعلماء بالحسد، والأغنياء بالبُخْل»[4].

وعن عبد الله بن بُسْر رضي الله تعالى عنه عن النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم قال: «ليس منّي ذو حسَد ولا نميمة ولا كهانَة ولا أنا منه»[5].


 



[1] ذكره النووي في "شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية"، صـ٥٠.

[2] أخرجه ابن ماجه في "سننه"، كتاب الزهد، باب الحسد، ٤/٤٧٣، (٤٢١٠).

[3] أخرجه أحمد بن حنبل في "مسنده"، ٥/٣٥٠، (١٥٧٨٤).

[4] "اتحاف السادة المتقين"، كتاب ذم الغضب والحقد والحسد، ٩/٤٨٦.

[5] "مجمع الزوائد"، ٨/١٧٢، (١٣١٢٦)، و"تاريخ دمشق"، ٢١/٣٣٤، (٤٨٠٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25