عنوان الكتاب: بضائع الشيطان

أيها المسلمون: الذهاب إلى الكهان وسؤالهم وتصديقهم خطرٌ عظيم وعرض النفسِ للشرّ والتهلكة؛ لأنّ الكاهن: الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان، ويدّعي معرفة الأسرار مُعْتمداً في ذلك على الجنّ، وقد ثبت في القرآن الكريم أنّ أولئك الجنّ لا يعلمون الغيب، فمن استغاث بهم أو سألهم عن شيء من ذلك فعليه أن يتوب إلى الله تعالى.

أيها المسلمون: ولا بُدّ من التنبيه هنا إلى أنّ بعض السذج من الناس يغترون بالكهان الذين يسلط عليهم الجنّ خاصةً أنّهم يظهرون بمظهر عباد الله الصالحين، ويحدِّثون بأشياء تصدق أحياناً ويأمُرون بالمعروف، وينهون عن المنكَر ولكن اعلموا أنّهم لا يقصدون بذلك إلاّ الضلال المبين، يقول الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى: الجنّ لا يعلمون الغيب، فمن سألهم عن أُمور الغيب فهو أحمق، ومرتكب للكبائر، وإن اعتقد لهم علم الغيب وصدَّقهم بما يقولون فقد كفر[1]. قال الشيخ مُحيي الدين ابن العربي رحمه الله تعالى: فإنّ الجانّ بالطبع يؤَثِّرون في جَليسهم التكبُّر على الناس وعلى كلّ عبد لله[2]. والتكبّر من عادات الْحَمْقى؛ لأنّ الْمُتكبِّر يظُنّ أنّ التكبُّر يرفَعُه ويجعَله بين الناس عزيزاً كريماً، ولكن هذا الفَهْم الخاطئ يُوْقعه في قَعْر الجحيم كما روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم قال: «من تواضع لله درَجة، رفَعه الله درَجةً، حتّى يجعَله في عِلِّيِّيْن، ومن تكبَّر على الله درَجة وضَعه اللهُ درَجة حتّى يجْعَله في أسفَل السافلين»[3].


 



[1] ذكره أحمد رضا خان البريلوي في "الفتاوى الأفريقية"، صـ١٧٨.

[2] ذكره محيي الدين العربي (ت ٦٣٨هـ) في "الفتوحات المكية"، ١/٦١٧.

[3] أخرجه أحمد بن حنبل في "مسنده"، ٤/١٥٢، (١١٧٢٤).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25