وتوجيه الدرر بما مرّ فيه أنّ المعتاد في الوضوء أيضًا الاغتراف بالكفّين في غسل الوجه مطلقًا، وفي غسل الرجلين إذا لم يكن بالغمس لا جرم أنّ أطلق البرجندي تعارفه على أنّي لم أر من فرق ههنا بالوضوء والغسل، إنّما المعروف ذلك في معرفة الخلوص من جانب إلى آخر بالتحريك، ولم يتكلّم عليه محشوه الشرنبلالي وعبد الحليم والحسن العجيمي والخادمي رحمهم الله تعالى، وردّه الثاني بقوله: إنّ كلًّا منهما (أي: من الوضوء والغسل) يحتاج إلى أخذه بهما (أي: باليدين) قال: فظهر أنّ الأوجه لتضعيف الثاني[1] انتهى.
أقول: والوجه عندي أن يراد بالغرف للوضوء الغرف بالأيدي وللغسل بالقصاع والأباريق، والله تعالى أعلم، أمّا المروي عن الإمام فليس نصًّا في الوحدة، قال في الغمز العيون: «أطلق اليد وأراد اليدين؛ لأنّه إذا كان الشيئان لا يفترقان من خلق أو غيره أجزأ من ذكرهما ذكر أحدهما كالعين، تقول: كحلت عيني، وأنت تريد عينيك، ومثل العينين المنخران والرجلان والخفان والنعلان، تقول: لبست خفّي تريد خفّيك كذا في شرح الحماسة»[2] انتهى.