ليسَ البلِيَّةُ في أيّامِنا عجبًا
بل السلامةُ فيها أعجَبُ العجَبِ
ليسَ الجمالُ بأثوابٍ تُزيِّنُنا
إنّ الجمالَ جمالُ العقل والأدبِ.
ليسَ اليتيمُ الذي قد ماتَ والدُهُ
إنّ اليتيمَ يتيمُ العلم والأدبِ[1].
حرِّض بنِيكَ على الآدابِ في الصِّغَرِ
كَيما تَقَرَّ بهم عيناكَ في الكِبَرِ
وإنّما مَثَلُ الآدابِ تَجمَعُها
في عُنفُوانِ الصبا كالنقشِ في الحَجَرِ
هي الكنوزُ التي تَنمو ذخائِرُها
ولا يُخافَ عليها حادِثُ الغِيَرِ
إنّ الأديبَ إذا زَلَّت به قدَمٌ
يَهوي إلى فُرُش الديباجِ والـسُّرُرِ
الناسُ إثنانٍ: ذو عِلمٍ ومُستَمِعٍ