الأصفياء: لا يَقدِر جميع الْمُرشِدين على أن يَهدوا عبدًا شاغِلاً في الدنيا ؛ لأنّه لا يَعمَل إلاّ للدنيا ولا يَقدِر جميعُ الشياطين على أن يُضِلّوا مُتديِّنًا ؛ لأنّ عَمَله لا يكون إلاّ للآخرة[1].
[٩] عن سيّدنا سَهل بنِ سعدٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لو كانت الدنيا تَعدِل عند الله جَناحَ بعوضةٍ ما سَقَى كافرًا منها شَرْبَة ماءٍ»[2].
[١٠] عن سيّدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الله تعالى يقول: يا ابنَ آدم! تَفَرَّغْ لعبادتي أَملأ صدرَك غنًى وأَسُدَّ فقرك وإن لا تَفعَل مَلأتُ يديك شُغلاً ولم أَسُدَّ فقرك»[3].
[١١] عن أبي موسى الأشعرِي رضي الله عنه أنّ النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «من أحَبّ دنياه أضَرَّ
[1] "مرآة المناجيح"، ٧/٣.
[2] أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب الزهد، باب ما جاء في هوان الدنيا على الله عزَّ وجلَّ، ٤/١٤٣، (٢٣٢٧).
[3] أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، ٤/٢١١، (٢٤٧٤)، وابن ماجه في "سننه"، كتاب الزهد، باب الهم بالدنيا، ٤/٤٢٥، (٤١٠٧)، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين"، ٥/٤٦٤، (٧٩٩٦).