الغِناءَ فلَقِيتُه بالرِّفق واللِّين ودَعَوتُه فتأَثَّر وأطفأَ الْمُسَجِّلَة فأعطيتُه شَرِيطَ المحاضرة المسَمّاة بـ"الليلة الأولى في القبر" فشَغَّله وجعَل يَسمَعه، وكنت أَسمعه معه ؛ لأنّ هذه الطريقة مفيدةٌ لإسماعِ المحاضرة والحمد لله عزّ وجلّ تأثَّر منها وارْتَعد خوفًا من عذاب النار وتاب من ذنوبه.
يا إخواني المسلمين: أرأيتم كم من فائدةٍ تَحصُل بسبب الدعوة الفردية، فيَنبغي لكلِّ مؤمن أن يقوم بها ويَدعُو المسلمين إلى الخير، ويُقدِّم إليهم شَريط المحاضرة، ولَمَّا سَمِعوه قَدَّم شريطًا آخَرَ بعد أن يَسترجع الشريط الأول، فلا يَترُك الدعوة الفردية فقد قال الله تعالى: ﴿وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الذاريات: ٥١/٥٥].
واعلموا أيّها الأحبة مَن بنى ما زادَ على الحاجة واشتَدَّ حرصُه عليه وعَظُمَتْ رَغْبَته فيه وليس له غَرَضٌ في ذلك إلاّ الكِبْر والرياء وطَلَب المنزلة والتعظيمِ في قلوب النّاس فقد